الباب الستون في التعزية والصبر على المصيبة وما يتصل بذلك
  ٩٦٥ - (حِكَايَةٌ) وبه قال: حدثني أبو العباس الحسني | إملاء، قال: حدثنا علي بن محمد البزاز، قال: أخبرني عبدالعزيز بن عبدالله، قال: حدثنا أحمد بن عيسى، عن عَبَّاد بن صهيب، عن جعفر بن محمد @، قال: مَاتَ لِعَمِّي زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ @ ابْنٌ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ بَعْضُ إِخْوَانِهِ يُعَزِّيهِ، فَلَمَّا قَرَأَ الْكِتَابَ قَلَبَهُ، وَكَتَبَ عَلَى ظَهْرِهِ: أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّا أَمْوَاتٌ، أَبْنَاءُ أَمْوَاتٍ، آبَاءُ أَمْوَاتٍ، فَيَا عَجَبًا مِنْ مَيِّتٍ يُعَزِّي مَيِّتًا عَنْ مَيِّتٍ. وَالسَّلَامُ(١).
  ٩٦٦ - وبه قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن مهدي، قال: أخبرنا محمد بن علي بن هاشم، قال: حدثنا ابن أبي الدنيا، قال: حدثنا الحسين بن عبدالرحمن، عن هشام بن محمد، عن أبيه، قال:
  قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٌّ #: لَوْ كَانَ الصَّبْرُ رَجُلًا لَكَانَ أَجْمَلَ النَّاسِ، فَإِنَّ الْجَزَعَ وَالْجَهْلَ وَالشَّرَهَ وَالْحَسَدَ لَفُرُوعٌ أَصْلُهَا وَاحِدٌ(٢).
  ٩٦٧ - (حِكَايَةٌ) وبه قال: حدثنا حَمْد بن عبدالله بن محمد، قال: حدثنا عبدالرحمن بن أبي حاتم، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا عبدالرحمن بن محمد، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، قال: حدثني أبي إسحاق بن يسار، عن سلمة بن عبدالله بن سلمة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أم سلمة ^، قالت:
  لَمَّا رَأَى عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ مَا يَلْقَى أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ ÷ مِنَ الْبَلَاءِ، وَهُوَ فِي عَافِيَةٍ مِنْ ذَلِكَ بِجِوَارِ رَجُلٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، قَالَ: وَاللهِ إِنِّي لَفِي غَبْنٍ كَثِيرٍ؛ إِنَّ إِخْوَانِي يُعَذَّبُونَ فِي اللهِ وَيُؤْذَوْنَ، وَأَنَا مِنْ ذَلِكَ فِي مَعْزَلٍ بِجِوَارِ رَجُلٍ مُشْرِكٍ، فَخَرَجَ حَتَّى
(١) رواه الحاكم في جلاء الأبصار والإمام المنصور بالله # في حديقة الحكمة ص ٣٩٧ وفي شرح الرسالة الناصحة ص ٣٢٣، والشهيد حميد في الحدائق الوردية ١/ ٢٥٠.
(٢) رواه ابن أبي الدنيا في الصبر والثواب عليه صفحة ١٠٩ قال: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: «لَوْ كَانَ الصَّبْرُ رَجُلًا كَانَ أَكْمَلَ الرِّجَالِ، وَإِنَّ الْجَزَعَ وَالْجَهْلَ وَالشَّرَهَ وَالْحَسَدَ لَفُرُوعٌ أَصْلُهَا وَاحِدٌ». وأبو الحسن علي بن مهدي في نزهة الأبصار ومحاسن الآثار ص ١٩٩ - ٢٠٠، والإمام الموفق بالله # في الاعتبار وسلوة العارفين ص ٥٢٦.