تيسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

الباب الثاني في فضائل النبي ÷ وحسن شمائله

صفحة 73 - الجزء 1

  ثُمَّ مَضَى مَعَ أَبِيهِ فَزَوَّجَهُ آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ، فَأَقَامَ عِنْدَهَا ثَلَاثًا فَلَمَّا أَتَاهَا قَالَتْ لَهُ: يَا فَتَى؛ مَا صَنَعْتَ بَعْدِي، قَالَ: زَوَّجَنِي أَبِي آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ، فَأَقَمْتُ عِنْدَهَا ثَلَاثًا، وَقَالَ: هَلْ لَكِ فِيمَا قُلْتِ لِي؟ فَقُلْتُ: لَا، فَقَالَتْ: لَا، قَدْ كَانَ ذَاكَ مَرَةً، فَالْيَوْمَ لَا، يَا هَذَا؛ إِنِّي وَاللهِ لَسْتُ بِصَاحِبَةِ رِيبَةٍ، وَلَكِنِّي رَأَيْتُ فِي وَجْهِكَ نُورًا، فَأَرَدْتُ أَنْ يَكُونَ فِيَّ، فَأَبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُصَيِّرَهُ حَيْثُ أَرَادَ، ثُمَّ أَنْشَأَتْ فَاطِمَةُ تَقُولُ: [الكامل]

  إِنِّي رَأَيْتُ مَخِيلَةً لَمَعَتْ ... فَتَلَأْلَأَتْ بِحَنَاتِمِ الْقَطْرِ⁣(⁣١)

  فَلَمَأْتُهَا نُورًا يَضِيءُ لَهُ ... مَا حَوْلَهُ كَإِضَاءَةِ الْبَدْرِ⁣(⁣٢)

  وَرَجَوْتُهَا فَخْرًا أَبُوءُ بِهِ ... مَا كُلُّ قَادِحِ زَنْدِهِ يُورِي

  للهِ مَا زُهْرِيَّةٌ سَلَبَتْ ... ثَوْبَيْكَ مَا اسْتَلَبَتْ وَمَا تَدْرِي⁣(⁣٣)

  ٢٣ - وبه قال: أخبرنا أبي، قال: أخبرنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن أَبَان، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن أبي عمير⁣(⁣٤)، عن محمد بن زيد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده $ قال:

  أَعْطَى رَسُولُ اللهِ ÷ عَلِيًّا # اثْنَيْ عَشَرَ دِرْهَمًا فَقَالَ: «يَا عَلِيُّ، ابْتَعْ لِي بِهَا


(١) «مخيلة» أَخَلْتُ السحابةَ وأَخْيَلْتُهَا: إذا رأيتَها مَخِيلَةً للمطر. يقال: ما أحسن مَخِيلَتَهَا وخَالَهَا، أي خَلَاقَتَها للمطر. (الصحاح ٤/ ١٦٩٢).

والْحَنَاتِمُ: سحائبُ سُودٌ. (الصحاح ٥/ ١٩٠٨).

(٢) «فلمأتها» أي: لمحتها.

(٣) رواه بهذا السند واللفظ الخرائطي في هواتف الجنان صفحة ٥٠، والسيد الامام أبو العباس الحسني في المصابيح ص ٩٢، والإمام المرشد بالله # في الأمالي الإثنينية ص ٧٠، وأبو نعيم في الدلائل ص ١٣٧، والمقريزي في إمتاع الأسماع ٤/ ٣٩، وابن هشام في السيرة ١/ ١٦٤، وابن الأثير في الكامل ١/ ٦١١، والبلاذري في أنساب الأشراف ١/ ٧٨، وابن عساكر في تاريخ دمشق ٣/ ٤٠٤، والنويري في نهاية الأرب ١٦/ ٦٠ وابن سعد في الطبقات الكبرى ١/ ٧٧ وغيرهم كثير.

(٤) لم يذكر في مختصر الطبقات من حال المذكورين غير ما في السند، ويظهر أنهم من الشيعة والله أعلم. من خطِّ الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #.