جوهرة الفرائض شرح مفتاح الفرائض،

محمد بن أحمد الناظري (المتوفى: 1000 هـ)

(باب الإسقاط) [وهو الباب الخامس]

صفحة 213 - الجزء 1

  وَمِنْ هَذَا النَّوْعِ قَوْلُهُ: (وَيَسْقُطُ الْجُدُ⁣(⁣١) وَمَنْ فَوْقَهُ⁣(⁣٢) مِنَ الْأَجْدَادِ وَالْجَدَّاتِ مِنْ قِبْلِهِ مَعَ الْأبِ)⁣(⁣٣)، وَكَذَلِكَ الْأَجْدَادُ الْأَقْرَبُ مِنْهُمْ يُسْقِطْ مَنْ فَوْقَهُ مِنَ الْأَجْدَادِ وَالْجَدَّاتِ: كَالْأَبِ، وَلَا يُسْقِط الْأَبُ مِنَ الْجَدَّاتِ إِلَّا مَنْ كَانَتْ مِنْ قِبَلِهِ دُونَ أُمَّهَاتِ الْأُمِّ، وَكَذَلِكَ الْجَدُّ لَا يُسْقِط مِنَ الْجَدَّاتِ إِلَّا مَنْ كَانَتْ مِنْ قِبَلِهِ دُونَ أُمَّهَاتِ الْأُمِّ، وَدُونَ زَوْجَتِهِ الَّتِي هِيَ أُمُّ أَبِ الْمَيِّتِ⁣(⁣٤).

  وَأَمَّا إِسْقَاطُ ذَوِي السَّهَامِ لِذَوِي سِهَام؛ فَذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِهِ: (وَتَسْقُطُ الجُدَّاتُ مَعَ الأمِّ) مُطْلَقًا، وَقَوْلُنَا: مُطْلَقًا: سَوَاءٌ كَانَتِ الْجَدَّاتُ مِنْ قِبَلِهَا، أَوْ مِنْ قِبَلِ الْأَبِ؛ وَكَانَ الْقِيَاسُ أَنَّ الْأُمَّ لَا تُسْقِطَ مِنَ الْجَدَّاتِ إِلَّا مَنْ كَانَ مِنْ قِبَلِهَا دُونَ أُمَّهَاتِ الْأَبِ: كَالْأَبِ - إِلَّا أَنَّهُ وَرَدَ الْخَبَرُ عَنْ عَلِيِّ #: «لَا تَرِثُ جَدَّةٌ مَعَ أُمَّ» [ابن أبي شيبة ٦/ ٢٧٢].

  وَمِنْ هَذَا النَّوْعِ قَوْلُهُ: (وَتَسْقُطُ الْعُلْيَا⁣(⁣٥) مِنْ الجُدَّاتِ مَعَ السُّفْلَى) مُطْلَقًا،


(١) الْأَوْلَى أَنْ يُقَالَ: يُسْقِط الْأَبُ الْأَجْدَادَ وَالْجَدَّاتِ مِنْ قِبَلِهِ، و (é).

(٢) هَذِهِ الْعِبَارَةُ لَا يُسْتَفَادُ مِنْهَا أَنَّ الْأَبَ يُسْقِط أُمَّهُ. وَلَفْظُ «شَرْحِ جحاف ٧٢»: وَيَسْقُطُ الْجَدُّ وَمَنْ فَوْقَهُ مِنَ الْأَجْدَادِ وَالْجَدَّاتِ مِنْ قِبَلِ الْأَبِ بِعَطْفِ الْجَدَّاتِ عَلَى الْجَدِّ، وَهَذِهِ لَا تُفِيدُ الْمُرَادَ كَمَا لَا يَخْفَى فَلَوْ قَالَ: وَيَسْقُطُ° مَنْ فَوْقَ الْأَبِ مِنَ الْأَجْدَادِ وَالْجَدَّاتِ إِذَا كُنَّ مِنْ قِبَلِهِ أَي الْأًبِ. وَالْفَرْقُ بَيْنَ الْعُلُوِّ وَالْفَوْقِيَّةِ أَنَّ كُلَّ فَوْقٍ أَعْلَى، وَلَيْسَ كُلُّ أَعْلَى فَوْفًا؛ فَالْجَدَّةُ الَّتِي هِيَ أُمُّ الْأًبِ جَامِعَةُ لِلْأَمْرَين وَهْيَ فَوْقَهُ وَأَعْلَى مِنْهُ وَهْيَ السَّاقِطَةُ مَعَهُ. وَالَّتِي هِيَ أَعْلَى مِنْهُ وَلَيْسَ فَوْقَهُ هِيَ الْجَدَّةُ أُمُّ الْأُمِّ وَأُمَّهَاتُهَا؛ فَإِنَّهُنَّ يَرِثْنَ مَعَهُ وَلَا يَسْقُطْنَ؛ وَيُقَاسُ عَلَى هَذَا مَا عَدَاهُ مِنَ الْأَجْدَادِ وَمَنْ مَعَهُمْ مِنَ الْجَدَّاتِ. وَكُلُّ جَدٌ لَا يُسْقِط أُمَّهَاتِ ابْنِهِ وَلَا أُمَّهَاتِ ابْنِ ابْنِهِ وَإِنْ كُنَّ أَعْلَى مِنْهُ. من المنتصر.

(٣) لِمَا رُوِيَ عَنْ عَلِيٌّ # أَنَّهُ كَانَ لَا يُوَرِّثُ الْجَدَّةَ مَعَ ابْنَهَا وَلَا مَعَ بِتْهَا شَيْئًا. أصول الأحكام ٢/ ٣١٤.

(٤) وَهَلْ يُسْقِط أُمَّهَاتِهَا اللَّوَانِي يُدلِينَ بها؟ قِيلَ: لَا يُسْقِطْهُنَّ، و (é).

(٥) يُقَالُ: لِمَ أَسْقَطَتِ الْجَدَّةُ مَنْ فَوْقَهَا مِنَ الْجَدَّاتِ مِنَ الْجِهَتَيْنِ وَهْيَ مُقَاسَةٌ عَلَى الأُمِّ؛ =