جوهرة الفرائض شرح مفتاح الفرائض،

محمد بن أحمد الناظري (المتوفى: 1000 هـ)

خطبة حاشية الكتاب

صفحة 23 - الجزء 1

  

خُطْبَةُ حَاشِيَةِ الْكِتَابِ

  الَّذِي طُبعَ عَامَ ١٤٠٤ هـ وَأَشْرَفَ عَلَيْهِ الْقَاضِي أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ السَّيَّاغِيُّ | (ت: ١٤٠٢ هـ):

  الْحَمْدُ اللهِ الْحَيُّ الْقَيُّومِ الْفَرْدِ الصَّمَدِ، الْوَارِثِ الدَّائِمِ الْوَاحِدِ الْأَحَدِ، جَلَّ عَن الشَّبِيهِ وَالْوَالِدِ وَالْوَلَدِ {كُلُّ شَيۡءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجۡهَهُۥۚ}⁣[القصص: ٨٨] تَنَزَّه عَنْ مَقَالَةِ مَنْ جَحَدَ، وَتَعَالَى عُلُوًّا كَبِيرًا أَبَدَ الْأَبَدِ. وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ شَهَادَةً تَنْفَعُ قَائِلَهَا يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا وَلَدٌ. وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيْدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ النَّبِيُّ الْمُمَجَّدُ ÷، وَعَلَى عِتْرَتِهِ الرُّكَّعِ السُّجَّدِ، وَعَلَى صَحَابَتِهِ الرَّاشِدِينَ الَّذِينَ قَامُوا لِنَصْرِ الدِّينِ وَهَلَاكِ مَنْ عَنَدَ.

  وَبَعْدُ: فَلَمَّا كَانَ عِلْمُ الْفَرَائِضِ مِنْ أَجَلَّ الْعُلُومِ وَأَفْضَلِهَا؛ لِمَا بَيَّنَ اللَّهُ بِنَفْسِهِ نَصِيبَ كُلِّ وَارِثٍ، وَلَمْ يَكِلْ تَبْيِينَ ذَلِكَ لِنَبِيٍّ مُرْسَلِ، أَوْ مَلَكِ مُقَرَّبِ، كَمَا فِي سَائِرِ الشَّرَائِعِ: أَوَامِرُهُ فِي الْكِتَابِ مُجْمَلَةٌ، وَفِي السُّنَّةِ مُبَيَّنَةٌ - تَسَابَقَتِ الْعُلَمَاءُ فِي تَأْلِيفِ هَذَا الْفَنِّ، وَكَانَ أَشْهَرُ مُؤَلَّفَ فِي الْقُطْرِ الْيَمَانِيِّ - مُؤلَّفَ الْعَلَامَّةِ الْعُصَيْفِرِي | «مِفْتَاحَ الْفَائِضِ، فِي عِلْمِ الْفَرَائِضِ»، وَشَرَحَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ، وَلَمْ يَشْتَهِرْ وَيُنْتَفَعُ بِهِ سِوَى شَرْحِ الْعَلامَةِ النَّاظِرِيٌّ وَهْوَ هَذَا! وَكَانَ لِهَذَا الشَّرْحِ بَعْضُ حَوَاشِ، وَأَكْثَرُهَا أَمْثَلَةٌ فِي إِعْمَالِ الْمَسَائِل؛ وَمَنْ عَرَفَ الْقَاعِدَةَ فِي إِعْمَالِ الْمَسَائِلِ: مِنْ مُمَاثَلَةٍ، وَمُدَاخَلَةٍ، وَمُوَافَقَةٍ، وَمُبَايَنَةٍ - فَلَا يَحْتَاجُ إِلَى ذَلِكَ.

  وَقَدْ أَبقَيْتُ حَوَاشِيَ الْأَصْلِ بِذَاتِهَا إِلَّا مَا كَانَ مُكَرَّرًا، مَعَ تَهْذِيبٍ بَعْضِ أَلْفَاظِهَا، وَكَمَّلْتُ تِلْكَ الْحَوَاشِيَ الْأَصْلِيَّةَ بِزَوَائِدَ تُنَفِّحُ أَلْفَاظَهَا؛ رَاجِيًا مِنَ اللَّهِ الثَّوَابَ، وَمُلْتَمِسًا مِنْهُ التَّوْفِيقَ لِلصَّوَابِ، وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَآبِ.

  وَبَدَأْتُ بِأَوَّلِهَا بِثَلَاثَةِ فُصُولٍ: