جوهرة الفرائض شرح مفتاح الفرائض،

محمد بن أحمد الناظري (المتوفى: 1000 هـ)

(فصل: في موافقة الأصناف)

صفحة 346 - الجزء 1

  أَتتِ النِّسْبَةُ أَخَذْتَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْ ذَلِكَ الصِّنْفِ مِثْلَ تِلْكَ النِّسْبَةِ مِنْ نَصِيبِهِمْ مِنَ الْمَالِ؛ فَإِذَا نَسَبْتَ فِي هَذَا الْمِثَالِ وَاحِدَةً مِنَ الْبَنَاتِ مِنْ جَمِيعِهِنَّ أَتَتْ مِثْلَ ثُلُثِ خُمسِهِنَّ؛ فَتَأْخُذُ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ مِثْلَ ثُلُثِ خُمْسِ ثُلُثَيِ الْمَالِ، وَذَلِكَ ثَمَانِيَة⁣(⁣١) وَهْوَ نَصِيبُ الْوَاحِدَةِ مِنَ الْمَالِ. وَتَنْسُبُ وَاحِدَةٌ مِنَ الْجَدَّاتِ مِنْ جَمِيعِهِنَّ يَأْتِي مِثْلَ عُشْرِهِنَّ؛ فَتَأْخُذُ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ مِثْلَ عُشْرِ سُدُسِ الْمَالِ، وَذَلِكَ ثَلَاثَةٌ وَهُوَ نَصِيبُ الْوَاحِدَةِ مِنَ الْمَالِ، وَتَنْسُبُ وَاحِدَةً مِنَ الْأَخَوَاتِ مِنْ جَمِيعِهِنَّ يَأْتِي مِثْلَ سُدسِهِنَّ؛ فَتَأْخُذُ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ مِثْلَ سُدُسِ سُدسِ الْمَالِ وَذَلِكَ خَمْسَةٌ، وَهْوَ نَصِيبُ الْوَاحِدَةِ مِنَ الْمَالِ.

  وَطَرِيقَةُ التَّجْذِيرِ⁣(⁣٢) الْأَوَّلِ تَقْسِمُ أَصْلَ الْمَسْأَلَةِ عَلَى كُلِّ صِنْفِ عَلَى انْفِرَادِهِ؛ فَمَا حَصَلَ فِي يَدِ الْوَاحِدِ مِنْهُمْ ضَرَبْتَهُ فِي نَصِيبهِمْ مِنَ الْحَالِ؛ فَمَا بَلَغَ فَهُوَ نَصِيبُ الْوَاحِدِ مِنْهُمْ مِنَ الْمَالِ؛ فَإِذَا قَسَمْتَ عَلَى الْبَنَاتِ أَصْلَ الْمَسْأَلَةِ وَهْيَ سِتَةٌ يَحْصُلُ لِلْوَاحِدَةِ خُسَانِ تَضْرِبُهُمَا فِي نَصِيبهِنَّ مِنَ الْحَالِ وَهْوَ عِشْرُونَ يَحْصُلُ مِنَ الضَّرْب ثَمَانِيَةٌ وَهْوَ نَصِيبُ الْوَاحِدَةِ مِنْهُنَّ مِنَ الْمَالِ، وَتَقْسِمُهَا عَلَى الْجَدَّاتِ يَحْصُلْ لِلْوَاحِدَةِ ثَلَاثَةُ أَخْمَاسِ تَضْرِبُهَا فِي نَصِيبِهِنَّ مِنَ الْحَالِ وَهُوَ خَمْسَةٌ يَحْصُلُ مِنَ الضَّرْب ثَلَاثَةٌ وَهُوَ نَصِيبُ الْوَاحِدَةِ مِنَ الْمَالِ. وَتَقْسِمُهَا عَلَى الْأَخَوَاتِ يَحْصُلُ لِلْوَاحِدَةِ سَهُمُ تَضْرِبُهُ فِي نَصِيبِهِنَّ مِنَ الْحَالِ


(١) وَذَلِكَ؛ لِأَنَّ خُمْسَ ثُلُثَيِ الْمَالِ فِي هَذَا الْمِثَالِ ٢٤؛ فَقُلْتُ الْخُمُسِ ٨ كَمَا ذَكَرَهُ فِي الْكِتَابِ.

(٢) التَّجْذِيرُ فِي اللُّغَةِ التَّأْصِيل؛ يُقَالُ: هَذَا جَذْرُ الشَّيْء: أَيْ أَصْلُهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ ÷: «اسْقِ أَرْضَكَ يَا زُبَيْرُ حَتَّى يَبْلُغَ الْجِذْرَ»؛ قال في النهاية ١/ ٧١٢: يُريد مَبْلَغ تَمَامِ الشَّرْبِ؛ مِنْ جَذْرٍ الحِسابِ، وَهُوَ بِالفَتْحِ وَالكَسْرِ: أَصْلُ كُلَّ شَيْءٍ، وَقِيلَ: أَرَادَ أَصْلَ الْحَائِطِ. وَالمحفُوظُ بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ. البخاري ٢/ ٩٦٤ رقم ٢٥٦١، وفتح الباري ٤/ ٣٧.