باب في التجارة أيضا وهو الثالث عشر
  وقال #: حدثني أبي، عن أبيه قال: ذكر أن سرّية خرجت لرسول الله ÷ فمرَّت بحيٍّ من العرب وقد لُدِغَ سيدُهم، فسألوهم: هل فيهم من يَرْقِي؟ فَرَقَاهُ بعضُهم بفاتحة الكتاب فَعُوفِيَ، فأعطوهم ثلاثين شاةً، فلما قَدِمُوا على النبيء ÷ أخبروه الخبر، فقال: ((اضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ بِسَهْمٍ)).
  وبإسناده عن النبي ÷ أنه قال: ((ثَلَاثَةٌ(١) لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: رَجُلٌ بَايَعَ إِمَاماً عَادِلاً فَإِنْ أَعْطَاهُ شَيْئاً مِنَ الدُّنْيَا وَفَى لَهُ، وَإِنْ لَمْ يُعْطِهِ لَمْ يَفِ لَهُ، وَرَجُلٌ لَهُ مَاءٌ عَلَى ظَهْرِ الطَّرِيقِ يَمْنَعُهُ سَابِلَةَ الطَّرِيقِ، وَرَجُلٌ حَلَفَ(٢) لَقَدْ أُعْطِيَ بِسِلْعَتِهِ كَذَا وَكَذَا فَأَخَذَهَا الْآخَرُ بِقَوْلِهِ مُصَدِّقاً لَهُ وَهْوَ كَاذِبٌ)).
  وبإسناده قال: بعث رسول الله ÷ ببعض ما كان يغنم فباعه من المشركين واشترى به سلاحاً وغيره مما في أيديهم.
  وبإسناده أن النبي ÷ كان إذا قدم عليه بالسبي صَفَّهُم، ثم قام ينظر إلى وجوههم، فإذا رأى امرأة تبكي قال: ((مَا يُبْكِيكِ؟)) فتقول: بِيعَ ابني؛ فَيُرَدُّ إليها، وقَدِمَ أبو أسيد بسبي فصُفُّوا، فقام ينظر إليهم فإذا امرأة تبكي، فقال(٣): ((مَا يُبْكِيكِ؟)) فقالت: بيع ابني في بني عبس، فقال رسول الله ÷: ((لَتَرْكَبَنَّ فَلَتَجِيئَنَّ بِهِ كَمَا بِعْتَهُ بِالْيَمَنِ))، فركب أبو أسيد فجاء به.
(١) ((لا يكلّمهم الله تعالى و ...)) كذا في المجموع. تمت من خطِّ الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #. (هامش ب).
(٢) بعد العصر. كذا في المجموع. (هامش ب، من خطّ الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #).
(٣) في (ب، هـ، و): قال.