درر الأحاديث النبوية بالأسانيد اليحيوية،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

باب في التجارة أيضا وهو الثالث عشر

صفحة 108 - الجزء 1

  وقال #: حدثني أبي، عن أبيه قال: ذكر أن سرّية خرجت لرسول الله ÷ فمرَّت بحيٍّ من العرب وقد لُدِغَ سيدُهم، فسألوهم: هل فيهم من يَرْقِي؟ فَرَقَاهُ بعضُهم بفاتحة الكتاب فَعُوفِيَ، فأعطوهم ثلاثين شاةً، فلما قَدِمُوا على النبيء ÷ أخبروه الخبر، فقال: ((اضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ بِسَهْمٍ)).

  وبإسناده عن النبي ÷ أنه قال: ((ثَلَاثَةٌ⁣(⁣١) لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: رَجُلٌ بَايَعَ إِمَاماً عَادِلاً فَإِنْ أَعْطَاهُ شَيْئاً مِنَ الدُّنْيَا وَفَى لَهُ، وَإِنْ لَمْ يُعْطِهِ لَمْ يَفِ لَهُ، وَرَجُلٌ لَهُ مَاءٌ عَلَى ظَهْرِ الطَّرِيقِ يَمْنَعُهُ سَابِلَةَ الطَّرِيقِ، وَرَجُلٌ حَلَفَ⁣(⁣٢) لَقَدْ أُعْطِيَ بِسِلْعَتِهِ كَذَا وَكَذَا فَأَخَذَهَا الْآخَرُ بِقَوْلِهِ مُصَدِّقاً لَهُ وَهْوَ كَاذِبٌ)).

  وبإسناده قال: بعث رسول الله ÷ ببعض ما كان يغنم فباعه من المشركين واشترى به سلاحاً وغيره مما في أيديهم.

  وبإسناده أن النبي ÷ كان إذا قدم عليه بالسبي صَفَّهُم، ثم قام ينظر إلى وجوههم، فإذا رأى امرأة تبكي قال: ((مَا يُبْكِيكِ؟)) فتقول: بِيعَ ابني؛ فَيُرَدُّ إليها، وقَدِمَ أبو أسيد بسبي فصُفُّوا، فقام ينظر إليهم فإذا امرأة تبكي، فقال⁣(⁣٣): ((مَا يُبْكِيكِ؟)) فقالت: بيع ابني في بني عبس، فقال رسول الله ÷: ((لَتَرْكَبَنَّ فَلَتَجِيئَنَّ بِهِ كَمَا بِعْتَهُ بِالْيَمَنِ))، فركب أبو أسيد فجاء به.


(١) ((لا يكلّمهم الله تعالى و ...)) كذا في المجموع. تمت من خطِّ الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #. (هامش ب).

(٢) بعد العصر. كذا في المجموع. (هامش ب، من خطّ الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #).

(٣) في (ب، هـ، و): قال.