درر الأحاديث النبوية بالأسانيد اليحيوية،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

باب في ذكر الذبائح وفضل الأضحية والعقيقة وهو الخامس عشر

صفحة 120 - الجزء 1

  وسَيَّبَ ووَصَل وحمى، ثم اتبعته على ذلك قريش ومن كان على دينها من العرب، فكانوا يجعلون ذلك نذراً، ويزعمون أن الله حكم به حكماً، فأكذب الله تعالى في ذلك قولهم وقول إخوانهم المجبرة الذين نسبوا إلى الله كل عظيمة، وقالوا: إنه قضى عليهم بكل معصية، وأدخلهم في كل فاحشة، فقال سبحانه: {مَا جَعَلَ ٱللَّهُ مِنۢ بَحِيرَةٖ وَلَا سَآئِبَةٖ وَلَا وَصِيلَةٖ وَلَا حَامٖ}، فنفى أن يكون جعل ذلك فيهم، أو قضى به عليهم.

  قال يحيى بن الحسين #: والبحيرة التي كانوا جعلوها: فهي الناقة من الإبل، كانت إذا ولدت خمسة أبطن، فنُتِجَتْ⁣(⁣١) الخامس سَقْباً - وهو الذكر - ذبحوه فأهدوه للذين يقومون على آلهتهم، وإن كانت أنثى استبقوها وغذوها وشرموا أذنها، وسموها بحيرة، ثم لا يجوز بعد ذلك أن يدفعوها في دية، ولا أن يحلبوا لها لبناً، ولا يُجُزُّوا لها وبراً، إلا أن يحلبوا لبنها إذا خافوا على ضرعها في البطحاء، وإن جَزُّوها جزوها في يوم ريح عاصف، ولا يحملون على ظهرها، ويخلون سبيلها تذهب حيث شاءت، فإن ماتت اشترك في لحمها النساء والرجال فأكلوه.

  وأما السائبة: فهي من الإبل، كان الرجل منهم إذا مرض فشفي⁣(⁣٢)، أو سافر


(١) في تهذيب اللغة: نتج: قَالَ اللَّيْث: النِّتاج: اسمٌ يجمَعُ وَضْعَ الغَنَم، والبهائم. وَإِذا وَلِيَ الرّجلُ نَاقَة ماخِضاً ونِتاجَها حَتَّى تضع، قيل: نَتَجها نَتْجاً، ونِتاجاً. وَقد نُتِجَت النَّاقة، إِذا ولدت، وَلَا يُقَال: نَتَجَت، وَلَا يُقَال: نُتِجَتْ الشاةُ إِلَّا أَن يكون إنسانٌ يَلِي نِتاجَها، وَلَكِن يُقَال: نتَجَ الْقَوْم، إِذا وضعت إبلُهم وشاؤُهم.

(٢) في (ب، ج، د، و، ز): وشفي.