باب في ذكر القضاة والقضايا وهو السابع عشر
  فقضى بالدرع للنصراني، قال: فقام النصراني فمشى هنيهنة(١) ثم رجع ثم قال: أَمَّا أنا فأشهدُ أنَّ هذه أحكام الأنبياء $، أميرُ المؤمنين يمشي إلى قاضِيهِ وقاضيه يقضي عليه! أشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له وأنَّ محمداً عبده ورسوله، الدرعُ واللهِ درعُك يا أمير المؤمنين، اتبعت الجيش وأنت منطلق إلى صفين فجررتها من بعيرك الأورق(٢)، قال أمير المؤمنين: (أَمَّا إِذَا أَسْلَمْتَ فَهْيَ لَكَ)، وحمله على فرس، وقاتل مع أمير المؤمنين يوم النهروان.
  قال يحيى بن الحسين #: ينبغي للقاضي أن يحرص(٣) على الصلح بين الناس ما لم يبن(٤) له الحق، فإذا بان له الحق فلا صلح.
  وبلغنا عن رسول الله ÷ أنه قضى بين أهل المدينة في سقو الماء، فقضى لصاحب الزرع أن يمسك الماء إلى الشراكين، ولصاحب النخل إلى الكعبين، ثم يرسلون إلى من هو أسفل منهم.
  قال يحيى بن الحسين #: ولابد للقاضي من العطاء والتوسعة وإلا هلك وعياله، واشتغل عن القضاء قلبه، وقد كان أمير المؤمنين يرزق شريحاً خمسمائة درهم(٥).
(١) كذا في الأصول. وقال في هامش (د): لعله: هُنَيْهَةً.
(٢) الأورق من الإبل: الذي في لونه بياض إلى سواد، وهو أطيب الإبل لحماً، وليس بمحمود عندهم في عمله وسيره. (هامش هـ).
(٣) في (ج، د): يحرّض.
(٤) في (د): يتبين.
(٥) قال في شرح الإبانة: في كل شهر خمسمائة درهم. تمت (من هامش أ).