درر الأحاديث النبوية بالأسانيد اليحيوية،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

باب في ذكر القضاة والقضايا وهو السابع عشر

صفحة 133 - الجزء 1

  فلم يزالوا على ذلك حتى هاجر النبيء ÷، فزنت اليهودية باليهودي فأراد اليهود جلدهما، ثم خافوا من النبيء ÷ أن يفضحهم لِمَا غيروا من علم التوراة، فقال الأحبار للسفلة: انطلقوا إلى محمد فاسألوه عن حد الزاني، فإن قال: اجلدوه فاقبلوا منه، وإن أمركم بالرجم فأنكروا ذلك، ولا تقروا به، ولا تقبلوه، فأتوا النبيء ÷ فسألوه فقال: ((الرَّجْمُ إِنْ كَانَ مُحْصَناً))، فقالوا: إن موسى أمر أن يجلد إن كان محصناً، فقال النبيء ÷: ((كَذَبْتُمْ، بَلْ أَمَرَكُمْ بِالرَّجْمِ وَرَجَمَ))، فقالوا: كلا، فقال: ((فَاجْعَلُوا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ حَكَماً))، فقالوا: اختر من أحببت، فجاءه جبريل # فقال [له]⁣(⁣١): «اجْعَلْ بَيْنكَ وَبَيْنَهُمْ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ خَيْبَرَ أَعْوَرَ شَاباً طَوِيلاً يُقَالُ لَهُ: عَبْدُاللهِ بِنُ صُورِيَّا»، فدعاهم النبيء ÷، وقال: ((هَلْ تَعْرِفُونَ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ فَدَك؟)) وَنَعَتَ لَهُمْ نَعْتَهُ فقالوا: نعم، قال: ((كَيْفَ عِلْمُهُ فِيكُمْ؟)) فقالوا: ذاك أعلمنا بالتوراة، فقال: ((ذَاكَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ)) فرضوا به، وأرسلوا إليه، فدخل على رسول الله ÷ مع اليهود، فقال له النبيء ÷: ((أَنْتَ ابْنُ صُورِيَّا؟)) فقال: نعم، فقال [له]⁣(⁣٢): ((أَنْتَ أَعْلَمُ الْيَهُودِ بِالتَّوْرَاةِ؟)) فقال: نعم، كذلك يقولون، فقال له النبيء ÷: ((أَنْشُدُكَ بِاللهِ الرَّحْمَنِ الَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ، الَّذِي أَغْرَقَ آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ - مَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى مُوسَى فِي الزَّانِي؟)) قال: فارتعَدَتْ فرائصُه⁣(⁣٣)، وقال: الرجمُ؛ فوقعت به اليهود، وقالوا:


(١) ساقط من (ب، هـ، و).

(٢) ساقط من (ب، د، هـ، و).

(٣) الفريصة: اللحمة بين الجنب والكتف. (هامش هـ) باختصار.