درر الأحاديث النبوية بالأسانيد اليحيوية،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

باب في ذكر القضاة والقضايا وهو السابع عشر

صفحة 134 - الجزء 1

  لِمَ أخبرته؟ فقال: لقد استحلفني بيمين لو لم أخبره عما سألني لأحرقتني التوراة، فقالت اليهود: إن ابن صوريا كاذب، ليس ذلك في التوراة، فقال عبدالله بن سلام للنبي ÷: اجعل بينك وبينهم التوراة، فإنه فيها مكتوب، فقال لهم النبيء ÷: ((بَيْنِي وَبَيْنَكُمُ التَّوْرَاةَ))، فقالوا: نعم، فركب النبيء ÷ حماره ومضى إلى بيتِ المدارس ومعه أصحابه، فقال لهم النبيء ÷: ((لَا تَبْدَأُوا الْيَهُودَ بِالسَّلَامِ؛ فَإِذَا سَلَّمُوا فَقُولُوا: وَعَلَيْكُمْ))، فدخل النبيءُ ÷ بيت المدارس وقال: ((ائْتُوني⁣(⁣١) بِالتَّوْرَاةِ))، فجاءوا بها، فكان الذي يقوم عليها جُدَيُّ بن أخطب وليس بحُيَيِّ بن أخطب، وجلس معه عبدالله بن سلام، فقال: اقْرَأه في سفر الحدود، فلما بلغ الرجم وضع إبهامه على ذلك الحرف، فقال له عبد الله بن سلام: ارفع يدك، فرفعها، فقال: اقرأ، فقرأ الرجم في التوراة مبيَّناً⁣(⁣٢) من الله.

  وفي تحريف اليهود لذلك نزل قوله تعالى: {وَمِنَ اَ۬لذِينَ هَادُواْ سَمَّٰعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّٰعُونَ لِقَوْمٍ ءَاخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَۖ يُحَرِّفُونَ اَ۬لْكَلِمَ مِنۢ بَعْدِ مَوَاضِعِهِۦ}⁣[المائدة ٤٣].

  قال يحيى بن الحسين #: فأما قول الله سبحانه وتعالى: {فَإِن جَآءُوكَ فَٱحۡكُم بَيۡنَهُمۡ أَوۡ أَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡۖ}⁣[المائدة ٤٤] - فهي منسوخة.

  وكذلك قوله تعالى: {فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِے اِ۬لْبِيُوتِ} الآية [النساء: ١٥].


(١) في (ج، د، هـ، و، ز): ائتوا.

(٢) في (أ، ج): مثبتاً.