باب في ذكر القضاة والقضايا وهو السابع عشر
  وبإسناده عن رسول الله ÷ أنه قال في ماعز بن مالك الأسلمي حين رجمه فأحرقه الرجم فخرج من الحفرة هارباً فرماه بعض الناس بلَحْي جَمَلَ(١) فقتله، فأُخبر بذلك النبي(٢) ÷ فقال: ((أَلَا تَرَكْتُمُوهُ يَمْضِي إِليَّ)).
  وبإسناده عن علي # أنه رد السارق مرتين.
  وبإسناده عن علي # أنه أتاه رجل فقال: يا أمير المؤمنين، إن عبدي سرق من مالي، فقال: (مَالُكَ سَرَقَ بَعْضُهُ بَعْضاً، لَا قَطْعَ عَلَيْهِ).
  وبإسناده عن رافع بن خديج، عن النبي ÷ أنه قال: ((لَا قَطْعَ فِي ثَمَرٍ وَلَا كَثَرٍ))، والكثر: الجمّار(٣).
  وبإسناده عن أمير المؤمنين # أنه قال: (النَّبَّاشُ بِمَنْزِلَةِ السَّارِقِ، وَهْوَ أَعْظَمُهُمَا جُرْماً).
  وبإسناده عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # أنه قال وقد أمر بسارق يقطع فمد يده اليسرى فقطعت: (مَضَى الْحَدُّ بِمَا فَيْهِ).
  وبإسناده قال: نزل قوله تعالى: {إِنَّمَا جَزَٰٓؤُاْ اُ۬لذِينَ يُحَارِبُونَ اَ۬للَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَيَسْعَوْنَ فِے اِ۬لْأَرْضِ فَسَاداً ...} الآية [المائدة: ٣٥] في ناس من بُجَيْلَةٍ كانوا من آخر
(١) لحي جمل: اسم موضع، والظاهر أنه هنا لم يرد الموضع، وإنما أراد لحي الجمل الذي جانب فمه. (هامش هـ). قلت: ذكر هذا الحديث في الجامع الكافي وساق الكلام إلى أن قال: فلقيه عبدالله بن أنيس فرماه بوضيف بعير أو بلحي جمل فطرحه، ورجمه الناس حتى مات. تمت وهذا يؤيد ما ذكره المحشي في هامش (هـ).
(٢) في (ب، د، و، ز): رسول الله.
(٣) الجُمَّار بالتشديد: شحم النخل، وجمّرت النخلة: إذا قطعت ثمارها. (هامش أ، هـ، ز).