باب في السير وهو العشرون
  وقال #: وبلغنا عن بعض السلف أنه قال: من بات منهم - يعني: الظلمة - خائفاً وباتوا له(١) خائفين وجبت له الجنة.
  وبإسناده عن جبير بن مطعم قال: لما قسم رسول الله ÷ سهم ذي القربى بين بني هاشم وبني المطلب أتيته أنا وعثمان فقلنا: يا رسول الله، هؤلاء بنو هاشم لا ننكر فضلهم؛ لمكانك الذي وضعك الله به منهم، أرأيت إخواننا من بني المطلب أعطيتهم ومنعتنا، وإنما نحن وهم منك بمنزلة واحدة؟! فقال ÷: ((إِنَّ بَنِي الْمُطَّلِبِ لَمْ يُفَارِقُونَا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلَا إِسْلَامٍ، إِنَّمَا بَنُو هَاشِمٍ وَبَنُو الْمُطَّلِبِ كَهَاتَيْنِ(٢))) - ثُمَّ شَبَكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ -.
  وقال #: حدثني أبي، عن أبيه أنه سُئِل عن الذين لا يجوز قتلهم من الأسرى؟ فقال: «هم الذين أثخنهم المحقّون بالوثاق».
  وقلنا له: وما الأسر؟ فقال: «هو الوثاق والأَطْر» كما قال رسول الله ÷: ((لَتَأْخُذُنَّ عَلَى يَدِ الظَّالِمِ فَلَتَأْطِرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ أَطْراً))، فقيل له: يا رسول الله، وما الأطرُ؟ فقال: ((هُوَ الرِّبَاطُ وَالْعَقْدُ)).
(١) في (ج، ز): منه.
(٢) اعلم أنه كان لعبد مناف خمسة أولاد: هاشم ونوفل وعبد شمس والمطلب و أبو عمر. فلا يحل الخمس ولا تحرم الصدقة إلّا على أولاد هاشم، فأما المطلب[١] الصغير فهو ولد هاشم، وهو الذي يقال له عبد المطلب، تمت. وأولاد هاشم هم آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل العباس وآل الحارث. تمت بحر. (هامش ز).
[١] ينظر فلم يطلق المطلب على عبد المطلب قط، وإنما يقال له: شيبة، مع عبد المطلب. تمت من خطِّ الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #. (هامش ب).