درر الأحاديث النبوية بالأسانيد اليحيوية،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

باب في السير وهو العشرون

صفحة 160 - الجزء 1

  وقال يحيى #: جاء الحديث عن رسول الله ÷ وقد بَيّت الأسارى ليلة بدر في الرباط، فكان لرسول الله ÷ لعمه من القلق والأرق ما قال له عمر فيما يقال ويذكر: ما لي أراك يا رسول الله منذ الليلة أَرِقاً، وفي ليلتك كلها ساهراً قلقاً؟ فقال له النبي ÷: ((وَمَا لِي لَا أَقْلَقُ وَأَنَا أَسْمَعُ مُنْذُ اللَّيْلَة أَنِينَ عَمِّي فِي الْأَسْر)).

  وقال يحيى بن الحسين #(⁣١): ينبغي للإمام أن يوصي سريته بهذا الكلام فقد كان رسول الله ÷ يوصي عساكره ويقول كثيراً من هذا الكلام: «بسم الله، وبالله، وفي سبيل الله، وعلى ملة رسول الله ÷، لا تقاتلوا القوم حتى تحتجُّوا عليهم، فإن أجابوكم إلى الدخول في الحق، والخروج من الباطل والفسق، ودخلوا في أمركم - فهم إخوانكم، لهم ما لكم، وعليهم ما عليكم، وإن هم أبوا ذلك فقاتلوهم واستعينوا بالله عليهم، ولا تقتلوا وليداً، ولا امرأة، ولا شيخاً كبيراً لا يطيق قتالكم، ولا تعوروا⁣(⁣٢) عيناً، ولا تعقروا شجراً إلا شجراً يَضُرُّ بِكُم⁣(⁣٣)، ولا تمثِّلوا بآدمي ولا بهيمة، ولا تغلُّوا، ولا تعتدوا، وأيما رجل من أقصاكم أو أدناكم أشار إلى رجل بيده فأقبل إليه بإشارته فله الأمان حتى يسمع


(١) الذي في الأحكام ما لفظه: قال يحيى بن الحسين ~: إذا وجّه الإمام واليه في محاربة عدوّه وجب عليه أن يوصيه بكل ما يقدر عليه من طاعة الله والرفق وحسن السياسة وجودة السيرة والتثبت في أمره ثم يقول: بسم الله وبالله وفي سبيل الله ... الخ. تمت من خطِّ الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #. (هامش ب).

(٢) عوَّرت عين الرَكِيَّة: إذا كبستها حتى نضب عنها ماؤها، بالعين المهملة. تمت صحاح والضياء والنهاية. ولا يقال ذلك بالغين المعجمة في هذا المعنى. (هامش أ).

(٣) في (د): يضركم.