درر الأحاديث النبوية بالأسانيد اليحيوية،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

باب في السير وهو العشرون

صفحة 161 - الجزء 1

  كلام الله، وهو كتابه وحجته، فإن قبل فأخوكم في الدين، وإن أبى فردوه إلى مأمنه، واستعينوا بالله، ولا تعطوا القوم ذمة الله ولا ذمة رسوله ولا ذمتي⁣(⁣١)، أعطوا القوم ذمتكم، وفوا بها».

  وبإسناده عن أمير المؤمنين أنه استعمل رجلاً على بعض الأعمال، فلما كان رأس السنة عزله، فأتى بشُلَيْف⁣(⁣٢) من دراهم يحمله حتى طرحه بين يدي علي #، فقال: يا أمير المؤمنين، هذا أهداه لي أهل عملي، ولم يهدوه لي قبل أن تستعملني ولا بعد أن نزعتني، فإن كان لي أخذته وإلا فشأنك به؟ فقال له أمير المؤمنين # (أَحْسَنْتَ، لَوْ أَمْسَكْتَهُ كَانَ غُلُولاً)، وأمر به لبيت المال.

  وبإسناده عن جماعة من أصحاب النبي ÷ أنهم قالوا: كنا في مسلحة⁣(⁣٣) من مسالح العدو فلقينا المشركين؛ فحاص⁣(⁣٤) الناس حيصة، فكنا فيمن حاص، فلما رجعنا إلى أنفسنا قلنا: وكيف ننظر في وجوه المسلمين وقد بؤنا⁣(⁣٥) بغضب من الله؟ قال: فدخلنا المدينة ليلاً فقلنا نخرج من المدينة وفيها رسول الله ÷ لم نلقه؟! فغدونا إليه وهو غاد إلى صلاة الفجر فلقيناه فقلنا: يا رسول الله، نحن


(١) (ولا ذمتي) غير موجود في الأحكام. (هامش أ، ب). (من خطِّ الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #).

(٢) في (ز): بسليف. وفي (د): بسَلِف. وفي هامش (ب) بخطِّ الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # ما لفظه: بالشين المعجمة. وفي القاموس بالمهملة: الجراب الضخم. تمت (هامش الأحكام).

(٣) المسلحة: وهي كالثغر والمرقب يكون فيه أقوام يرقبون فيه العدو لئلا يطرقهم على غفلة، فإذا رأوه أعلموا أصحابهم ليتأهبوا له، والمسالح: موضع المخافة. (تاج العروس بتصرف).

(٤) قوله: ((فحاصَ الناس)): حاص يحيص، أي: عدل وحاد، ويقال للأولياء: حاصوا، والأعداء: انهزموا. (هامش هـ، ز) باختصار.

(٥) أي: رجعنا. (هامش أ، ج).