باب في السير وهو العشرون
  وحجتُه على الخلائق».
  وبإسناده أن النبي ÷ قال: ((اللَّهُمَّ إِنَّ قُرَيْشاً أَخْرَجَتْنِي مِنْ أَحَبِّ الْبِلَادِ إِلَيَّ، فَأَحِلَّنِي أَحَبَّ الْبِلَادِ إِلَيْكَ))؛ فأحلّه الله المدينة(١) واختار له الأنصار.
  وبإسناده عن رسول الله ÷ أنه قال: ((كَأنِّي بِتَكَرْدُسِ(٢) الفِتَنِ في جَرَاثِيمِ(٣) الْعَرَبِ حَتَّى لَا يُقَالَ اللهُ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللهُ قَوْماً يَجْتَمِعُونَ كَمَا تَجْتَمِعُ(٤) قَزَعُ الْخَرِيفِ، فَهُنَالِكَ يُحْيِي اللهُ الْحَقَّ(٥) وَيُمِيتُ الْبَاطِلَ)).
(١) وبلغنا عن رسول الله ÷ أنه قال: ((ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على حوضي)). تمت أحكام. (هامش ز).
(٢) أي: بتلاطم. (هامش أ).
(*) في (ج، د، هـ، و): كأني بكردوس. وفي (أ، ز): «تكردس» بدون «كأني». وفي هامش (ب) بخطِّ الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #: وهي التي في الأحكام. تمت والمثبت من (ب).
(*) الجرثومة هي الأصل. تمت (نهاية). وفي الحديث: الأسْد: جرثومة العرب بسكون السين. (نهاية). وقال ÷: ((إن الدين بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء وهم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي)). تمت (معتمد). ((إن الإسلام بدأ غريباً))، أي: أنه كان في أوّل أمره كالغريب الذي لا أهل له لقلّة المسلمين يومئذ. ((وسيعود غريباً كما بدأ)). أي: يقلّ المسلمون في آخر الزمان فيصيرون كالغرباء بين الكفار. ((فطوبى للغرباء)): طوبى اسم الجنة، أي: فالجنة لأولئك المسلمين الذين كانوا غرباء في أوّل الإسلام والذين يصيرون غرباء في آخره بصبرهم على أذى الكفار أولاً وآخراً ولزومهم الإسلام. تمت ح معتضد. (هامش ز).
(٣) الجرثومة: الأصل. تمت هامش (د، هـ ز).
(٤) في (ز): يجتمع.
(٥) إشارة إلى المهدي المنتظر الذي يملأ الأرض عدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً، قال الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # في لوامع الأنوار ج ١/ ١٢٦/ط ٥: قول النبي ÷: ((الْمَهْدِيُّ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ يُصْلِحُهُ اللَّهُ فِي لَيْلَةٍ)) أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، وابن ماجه، عن علي.
وأخرج أبو داود - أيضاً - عن علي وقد نظر إلى الحسن ابنه وقال: ((إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، كَمَا =