درر الأحاديث النبوية بالأسانيد اليحيوية،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ذكر نسبه (ع) وطرف من فضائله

صفحة 168 - الجزء 1

[الخاتمة]

  ورأيت أن أختم كتابي هذا بشرح طرف من حال يحيى بن الحسين # تبركاً به، فنسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن التمسك بآثاره كما رزقنا الفوز بحسن جواره.

ذكر نسبه (ع) وطرف من فضائله

  هو أبو الحسين يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $، أُمه أُم الحسن بنت الحسن بن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $.

  ولد يحيى # بالمدينة سنة خمس وأربعين ومائتين، وكان بين مولده وبين موت جده القاسم بن إبراهيم # سنة واحدة، وحمل حين ولد إليه فوضعه في حجره المبارك وعَوَّذه وبرَّك ودعا له، ثم قال لأبيه: بمَ سميته؟ قال: يحيى، وكان للحسين أخ من أبيه وأُمه يسمى يحيى قد توفي قبل ذلك؛ فبكى القاسم # حين ذكره وقال: «هو والله يحيى صاحب اليمن» وإنما قال ذلك لأخبار رويت بذكره في ظهوره باليمن، من ذلك ما روينا عن النبي ÷ أنه أشار بيده إلى اليمن وقال: ((سَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ وَلَدِي فِي هَذِهِ الْجِهَةِ اسْمُهُ يَحْيَى الْهَادِي يُحْيِي اللهُ بِهِ الْدِّينَ))⁣(⁣١).


(١) وقال ÷: ((يخرج في هذا النهج)) وأشار إلى اليمن ((رجل من ولدي يسمى يحيى الهادي يحيي الله به الحق ويميت به الباطل)). وعن بشر بن رافع أيضاً أن علياً # قال: (أيها الناس ما يكون من فتنة إلّا وأنا أعرف سائقها وناعقها) ثم ذكر فتنة بين الثمانين ومائتين ثم قال: (فيخرج رجل من ذريتي اسمه اسم نبي يملأ الأرض عدلاً كما مُلِئت جوراً انتظروه في أول سنة واردة وآخر سنة صادرة في الأربع والثمانين والمائتين). فنظرنا في ذلك الوقت فلم نجده إلّا الهادي #؛ لأنه ملأ أرضه التي تملكها عدلاً كما ملئت جوراً. تمت روضة المشتاق. تمت هامش (ز).