درر الأحاديث النبوية بالأسانيد اليحيوية،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

صفته # وذكر علمه

صفحة 172 - الجزء 1

  من علة أصابته، فدخل الطبيب يوماً وترك حماره على الباب فأخذه يحيى # فأصعده على السطح، فخرج الطبيب فلم يجد الحمار، فقيل له: هو على السطح أصعده يحيى، فسأله أن ينزله؛ فَمِن المثل السائر: إنما ينزل الحمار من صعد به.

  وحكي أنه # كان أسدياً أنجل العينين، واسع الساعدين غليظهما، بعيد ما بين المنكبين والصدر، خفيف الساقين والعجز كأنه الأسد، وكان قليل اللحم، ومع ذلك فلا يطيقه من الخيل إلّا الشديد كفرسه أبي الحماحم، وكان # في أوان بلوغه وهو غلام حدث يدخل السوق بالمدينة وقد امتاروا من موضع فيقول: ما طعامكم هذا؟ فيقال: الحنطة، فيدخل يده في الوعاء فيأخذ منها في كفه ويطحنه بيده، ويقول: هذا دقيق؛ ليريهم شدة قوته.

  فأما علمه فهو أظهر من أن يوصف، وحكي عن ولده محمد بن يحيى أن يحيى بن الحسين بلغ درجة الاجتهاد وله سبع عشرة سنة.

  ووجدت في بعض كتب [جدي]⁣(⁣١) الحسن بن علي [بن محمد]⁣(⁣٢) بن أبي النجم رحمه الله وغيره من السلف كلاماً يقول فيه: لا أعلم أبلغ من الهادي إلى الحق # في براعته وعلمه وعمله واجتهاده وحسن نظره وسيرته، وما كان يأخذ به نفسه وأصحابه من التحفظ والورع والاجتهاد.

  ولست أشرح شيئاً وهو أنور من الشمس وأبعد من الشبهة واللبس، وإنما تبين لنا ذلك منه لطول المدة التي أقامها.


(١) ساقط من (ب).

(٢) ساقط من (أ).