درر الأحاديث النبوية بالأسانيد اليحيوية،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

[وصية أمير المؤمنين #]

صفحة 36 - الجزء 1

  وعبيدالله، وأبو بكر، بنو علي بن أبي طالب $، فلما اجتمعوا عنده قال: (يَا بَنِيَّ، لِيَبَرَّ صِغَارُكُمْ كِبَارَكُمْ، وَلْيَرْؤُفْ⁣(⁣١) كِبَارُكُمْ بِصِغَارِكُمْ، وَلَا تَكُونُوا كَالْأَشْبَاهِ الْغُوَاةِ الْجُفَاةِ الَّذِينَ لَمْ يَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ، وَلَمْ يُعْطَوْا مِنَ اللهِ اليَقِينَ، كَقَيْضِ بَيْضٍ فِي أُدْحِي⁣(⁣٢)، وَيْحَ الْفِرَاخِ فِرَاخِ آلِ مُحَمَّدٍ ÷ مِنْ خَلِيفَةٍ مُسْتَخْلَفٍ، وَعِتْرِيفٍ⁣(⁣٣) مُتْرَفٍ، يَقْتُلُ خَلَفِي وَخَلَفَ الْخَلَفِ).

  ثم قال: (وَاللهِ لَقَدْ عَلِمْتُ بِتَبْلِيغِ الرِّسَالَاتِ، وَتَمَامِ الْكَلِمَاتِ، وَتَصْدِيقِ الْعِدَاتِ، وَلَيُتِمَّنَّ اللهُ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ).

  ثم قال للحسن والحسين @: (أُوصِيكُمَا بِتَقْوَى اللهِ، وَلَا تَبْغِيَا الدُّنْيَا، وَلَا تَلْوِيَا عَلَى شَيْءٍ مَنْهَا، قُولَا الحَقَّ، وَارْحَمَا الْيَتِيمَ، وَكُونَا لِلظَّالِمِ خَصْماً وَلِلْمَظْلُومِ عَوْناً، وَاعْمَلا بِالْكِتَابِ، وَلَا تَأْخُذْكُمَا فِي اللهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ).

  ثم نظر إلى محمد بن الحنفية فقال: (قَدْ سَمِعْتَ مَا أَوْصَيْتُ بِهِ أَخَوَيْكَ)


(١) في (أ): وليرأف. اهـ وعليها في هامش (ب) حاشية لفظها: هو من باب كرُم ومنَع فيجوز فيه الوجهان: يرؤف كما هنا، ويرأف كما في بعض النسخ المخطوطة. تمت من خطِّ الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #.

(٢) قال في النهاية في باب الدال مع الحاء: ومنه حديثه الآخر - يعني: حديث الوصي كرم الله وجهه - (لا تكونوا كقيض بيض في أداحيَّ) الأداحيُّ: جمع الأُدحيّ وهو الموضع الذي تبيض فيه النعامة وتُفَرِّخ، وهو أفعول من دحوت؛ لأنها تدحوه برجلها، أي: تبسطه ثم تبيض فيه. وفي النهاية في باب القاف مع الياء قال: وفي حديث علي ¥: (لا تكونوا كقيض بيض في أداح يكون كسرها وزراً ويخرج حضانها شراً) القيض قشر البيض. تمت بلفظه. تمت سماع والدي العلامة محمد بن منصور أطال الله بقاءه. تمت من خطّ الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #. (هامش أ). وفي القاموس: القيض قشر البيض الأعلى. (هامش أ).

(٣) في (د) وهامش (هـ): وعفريت.