درر الأحاديث النبوية بالأسانيد اليحيوية،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

باب سابع: في الصيام وفضله

صفحة 74 - الجزء 1

  [وبإسناده عن أمير المؤمنين # أَنَّه كان إذا جاءَ شهرُ رمضان خطب الناس فقال: (إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ الْمُبَارَكَ الَّذِي افْتَرَضَ اللهُ صِيَامَهُ وَلَمْ يَفْتَرِضْ قِيَامَهُ قَدْ أَتَاكُمْ]⁣(⁣١).

  [وبإسناده أن النبي ÷ قال:]⁣(⁣٢) أَلَا إِنَّ الصَّوْمَ لَيْسَ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَحْدَهُمَا، وَلَكِنْ مِنَ اللَّغْوِ وَالْكَذِبِ وَالْبَاطِلِ).

  وبإسناده أن النبي ÷ قال: ((صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَعُدُّوا ثَلَاثِينَ)).

  وبإسناده أن النبي ÷ قال: ((الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا))، وأشار بيديه ثلاثاً، ثُمَّ قَالَ: ((الشَّهْرُ هَكَذَا)) وأشار بيديه ثلاثاً وَنَقَّصَ⁣(⁣٣) في الثالثة أصبعاً.

  قال يحيى بن الحسين ¥: افترض الله الصومَ على أُمَّةِ محمد ÷ في أول مرة كما افترضه على مَنْ كان قبلَهم، فكانوا يصومون النهار ويأكلون وقت الإفطار إِلى أنْ يناموا؛ ثم لم يحل لهم أكلٌ ولا شربٌ ولا جماع حتى يكون من الغد عند دخول الليل، وكان من أمر الأنصاري ما كان، وهو رجلٌ يقال له أبو قيس، واسمه: صِرْمَة بن أنس، فعمل في بعض حوائط المدينة فأصابَ مُدّاً من تمرٍ، فأتى به امرأتَه وهو صائم، فأبدلته بِمُدّ دقيق؛ فعصدته له فنام لما به من الوهن والتعب قبل أن تفرغ امرأته من طعامه، ثُمَّ جاءت به حين فرغت فأيقظته ليأكل


(١) ساقط من (ج، و).

(٢) ساقط من (د، هـ).

(٣) في (ب): ثم نقص.