درر الأحاديث النبوية بالأسانيد اليحيوية،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

باب سابع: في الصيام وفضله

صفحة 75 - الجزء 1

  فكره أن يعصي الله ورسوله، فطوى تلك الليلة مع ما تقدم من يومه، ثُمَّ أصبح صائماً من غده، فَمَرَّ برسولِ اللهِ ÷ فرآهُ مَجْهُوداً، فقالَ لَهُ: ((لَقَدْ أَصْبَحْتَ يَا أَبَا قَيْسٍ مَجْهُوداً طَلِيحاً⁣(⁣١)))، فأخبره بما كان من خبره، فسكت رسول الله ÷ [عنه]⁣(⁣٢).

  وكان عمر بن الخطاب في رجال من أصحابه قد أصابوا نساءهم في شهر رمضان، فخافوا أن يُذْكَر أبو قيس في شيء من القرآن فيذكروا معه، فقام عمر [بن الخطاب]⁣(⁣٣) في أولئك الناس فقالوا: استغفر لنا يا رسول الله؛ فإنا قد واقعنا النساء، فقال ÷: ((مَا كُنْتَ جَدِيراً بِذَلِكَ يَا عُمَرُ))، فأنزل الله تعالى في أبي قيس وعمر وأصحابه: {أُحِلَّ لَكُمۡ لَيۡلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ} الآية [البقرة ١٨٦]، فنسخ الله الصيام الأول، فالحمد لله رب العالمين.

  وقال يحيى بن الحسين ¥: حدثني أبي، عن أبيه، عن علي [بن أبي طالب]⁣(⁣٤) $ أنه قال: (لَأَنْ أَصُومَ يَوْماً مِنْ شَعْبَانَ أَحَبّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُفْطِرَ يَوْماً مِنْ رَمَضَانَ). أراد بذلك أن صيام يوم الشك أولى من إفطاره.

  وبإسناده أن النبي ÷ قال: ((لَا صَامَ وَلَا أَفْطَرَ مَنْ صَامَ الدَّهْرَ)).

  وبإسناده أن النبي ÷ قال: ((لَيْسَ مِنَ الْبِرِّ الصِّيَامُ فِي السَّفَرِ))، قال يحيى


(١) هو بالطاء المهملة واللام والياء المعجمة التحتانية باثنتين من أسفل والحاء المهملة، أي: أعيا وأتعب. (هامش أ، ج) وهامش (هـ) معنى.

(٢) زيادة من (د، هـ، ز).

(٣) زيادة من (ب، هـ).

(٤) من (ب، هـ).