درر الأحاديث النبوية بالأسانيد اليحيوية،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

باب ثامن: في ذكر الحج

صفحة 79 - الجزء 1

باب ثامن: في ذكر الحج

  وهو يشتمل على صفة حج إبراهيم الخليل ومحمد المصطفى صلى الله عليهما وعلى آلهما وسلم.

  قال الله سبحانه لنبيه إبراهيم #: {وَأَذِّن فِے اِ۬لنَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاٗ وَعَلَيٰ كُلِّ ضَامِرٖ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٖ ٢٥}⁣[الحج].

  وبالإسناد المتقدم إلى يحيى بن الحسين # قال: «حج إبراهيم كما أمره الله بأهله وبالمؤمنين حتى انتهى إلى بيت رب العالمين، فأمره⁣(⁣١) [الله سبحانه]⁣(⁣٢) بالأذان بالحج فأذن، ودعا إلى الله فأسمع، فأجابه⁣(⁣٣) إلى ذلك من آمن بالله واتبع.

  واجتمعوا إلى إبراهيم # فخرج بمن معه متوجهاً إلى مِنى⁣(⁣٤)، فيقال: إن إبليس اعترض له عند جمرة العقبة فرماه بسبعة⁣(⁣٥) أحجارٍ يكبِّر مع كل حصاة تكبيرة، ثُمَّ اعترض له عند الجمرة الثانية ففعل به ما فعل على الجمرة الأولى، ثُمَّ اعترض له عند الجمرة الثالثة فرماه كما رماه عند الثانية، فيئس من إجابته له وقبوله لقوله، فيقال: إِنَّهُ صده وضلله عن طريق عرفة، فأتى صلى الله عليه وآله ذا المجاز فوقف به فلم يعرفه؛ إذ لم ير فيه من النعت ما نُعِتَ له؛ فسار عنه وتركه، فسمي ذلك المكان - لمجاز إبراهيم به - ذا المجاز.


(١) في (هـ): وأمره.

(٢) زيادة من (هـ) وفي (ب) جعلها الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # بين قوسين.

(٣) في (أ): وأجابه.

(٤) مِنى كإلى. أي بكسر الميم. تمت قاموس. (هامش أ).

(٥) في (و، ز): بسبع.