نظرات في ملامح المذهب الزيدي وخصائصه،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الإيمان برسول الله محمد ÷

صفحة 22 - الجزء 1

  وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ٦٣ أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ٦٤}⁣[النمل]، فأي برهان أصدع من هذا البرهان؟ وأي حجة أبلغ من هذه الحجة؟، وإذا لم يخضع العقل لهذه الحجة، ويذعن لهذا البرهان، فإنه لا يخضع لبرهان، ولا يذعن لحجة: {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ٤٠}⁣[النور].

الإيمان برسول الله محمد ÷

  ادَّعَى محمد ÷ النبوة، وأنه رسول من عند الله تعالى، وجاء بالقرآن شاهداً على دعواه، ومؤيداً لنبوته قال تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ٢٣}⁣[البقرة]، فأعرض المكذبون عن هذا المطلب، وعدلوا إلى الحرب، فعدولهم إلى الحرب دليل عجزهم عن الإتيان بسورة من مثله.

  نعم، إلى الآن لم يأت أحد بسورة من مثله، وقد مضى من ذلك الحين إلى الآن أكثر من أربعة عشر قرناً، ولم يظهر شيء من المعارضة، مع بقاء التحدي ووجود المكذبين، فلو كان في مقدور البشر ذلك لحصل في هذه المدة المديدة.