[الجملة الشرطية وأقسامها]
  ليس بإنسان»؛ فإذا صح العكس فالجملة الخبرية صحيحة، وإلا فلا.
  فإذا قلت: «كل إنسان عالم»، فعكسها: «كل ما ليس بعالم ليس بإنسان»؛ فلما كان العكس غير صحيح كشف لنا أن الجملة غير صحيحة؛ أي: غير صادقة.
  هذا، وأما العكس المستوي فلا يكشف عن صدق الجملة التي هو عكسها؛ لأنك إذا قلت: «كل حيوان إنسان»، فعكسه: «بعض الإنسان حيوان»؛ فهذا العكس صحيح؛ لكن الجملة غير صحيحة؛ أي: غير صادقة، فلا يلزم من صدق العكس صدق الجملة.
  هذا تحقيق ما أراده أهل المنطق، وقد يلزمهم الدور؛ بأنه لا يعرف صدق القضية على قاعدتهم إلا إذا صدق عكس النقيض، والحق أنه لا يعرف صدق العكس، أو كذبه، إلا إذا كانت القضية صادقة، أو كاذبة.
  بيان ذلك: أنا لما عرفنا صدق: «كل إنسان حيوان»، عرفنا صدق العكس، ولما عرفنا كذب: «كل حيوان إنسان»، عرفنا كذب العكس، فتوقف إذاً صدق القضية على صدق العكس، وصدق العكس على صدق القضية، وكذبها على كذبه، وكذبه على كذبها.
  وهذا هو الدور.