[طرق العلة]
[طرق العلة]
  هذا، وتعرف عِلِّيَّةُ الحكم بأحد طرق العلة:
  منها: التصريح بالعلة؛ مثل: «من أجل كذا»، و «لأجل كذا»؛ نحو: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ}[المائدة: ٣٢].
  ومنها: «حروف التعليل»؛ نحو: {أقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ}[الإسراء: ٧٨]، والدلوك: الزوال، فهذا دلَّنا على أن الزوال: العلة في وجوب صلاة الظهر.
  و: «إنه كذا»؛ كما روي أن النبيء ÷ أصغى الإناء للهرة لتشرب، فلما سئل، قال: «إنها ليست بسبع»، فجعل العلة في طهارة الماء: كونها ليست بسبع، فيقاس عليه ما شرب منه الفرس، والبغل، والحمار، وبقياس العكس: نجاسة ما شرب منه الكلب، والذئب؛ لوجود نقيض العلة فيهما.
  ومن الأدلة على أنَّ «إِنَّ»: تفيد التعليل: قوله تعالى: {أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْم}[البقرة: ٢٤٧]، سألوه عن العلة، فأجاب بأن الله اصطفاه عليكم، فجعل العلة في استحقاق الملك: الاصطفاء، والزيادة في العلم والجسم؛ وفي هذا دليل على أن الإمامة تستحق بالاصطفاء، والعلم، وسلامة الجسم مما يخل بالقيام بأعبائها، فيكون من أشرف البيوت.