المختصر المفيد للمبتدئ والمستفيد،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[الجملة الشرطية وأقسامها]

صفحة 22 - الجزء 1

  في طرف البحر، بين ماء قليل لا يغرقه. وقد يخلو عنهما؛ بأن يكون في البر، ويغرق بالمطر؛ فليست بمانعة الجمع والخلو، ولا مانعة الجمع فقط، ولا مانعة الخلو فقط!

  وإذا أردت - مثلاً - أن تستدل على حدوث العالم، فقلت: «العالم مؤلف، وكل مؤلف حادث»؛ فيسمى هذا قياساً منطقياً، وتسمى الجملة الأولى: مقدمة صغرى، والثانية: مقدمة كبرى، لدخول الصغرى في عموم الكبرى.

  ويسمى دلالته على حدوث العالم: نتيجة.

  هذا، وأما العكس المستوي، وعكس النقيض، فإنما المراد منهما معرفة صحة الجملة الخبرية؛ أي: تصحيحها؛ لأنه يشترط عدم تنافيهما؛ أي: لا بد أن يصدقا، فإذا قلت - في العكس المستوي، وهو الذي يكون مثل الجملة الخبرية في النفي والإثبات - فإذا أردت أن تعكس جملة: «كل إنسان حيوان»، فقل: «بعض الحيوان إنسان»؛ فقدِّم الجزءَ الأخير مثبتاً، وأبدل الكل بالبعض؛ لأنه يلزم من «كل إنسان حيوان»، أنَّ «بعض الحيوان إنسان».

  وأما عكس النقيض فإذا كانت الجملة موجبة فعكسها منفي؛ وقدم الجزء الأخير منفياً، وأخِّر الجزء الأول منفياً، فإذا كان العكس صادقاً فالجملة صادقة، وإلا فلا.

  وإذا عكست «كل إنسان حيوان»؛ فقل: «كل ما ليس بحيوان