[التقليد]
[التقليد]
  هذا وأما التقليد فلا يجوز إلا بترجيح، ولا يتبع الهوى؛ لقوله تعالى: {وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ}[ص ٢٦]، وقوله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ٤٠ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ٤١}[النازعات]، فيُقَلَّد: الأرجح، الأعلم والأورع، فإذا كان أحد المقلَّدَين أورع والآخر أعلم، فإن كان الأورع فيه قصور مخلّ رجح الأعلم، وإلا فالأورع، إلا الذي يغلو في الورع، ولا ينتقل عن عالم إلى عالم آخر إلا لترجيح.
  واتِّباعُ أهل البيت وتقليدهم أولى من غيرهم؛ لما ورد فيهم من القرآن والروايات، ولا يجوز مخالفتهم؛ لا في الأصول، ولا في الفروع؛ لأن الأدلة لم تفصل، ومن كان معتمدا على آبائه منهم فهو أولى ممن يأخذ دينه من غيرهم، والأئمة المشهورون منهم بالعلم والفضل أولى ممن سواهم، ومن كانت الطرق إليه أقوى فهو أولى ممن الطرق إليه أضعف، وإن كانوا في الفضل سواء.
  ولا نسلم أن مذهب العامي مذهب من وافق، فلا يجوز له الخروج عن أهل البيت؛ لأن الأدلة قضت بأن مخالفتهم ضلال.