المختصر المفيد للمبتدئ والمستفيد،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[الحقيقة والمجاز]

صفحة 65 - الجزء 1

[الحقيقة والمجاز]

  هذا، وقد أدخلوا الحقيقة والمجاز، في أصول الفقه، وفي أصول الدين، لحاجة استخدامهما في الفنين؛ وحاجتهما في أصول الدين أكثر وأعظم، وإلا فهما من فن المعاني والبيان، فرأينا أن نستعرضهما باختصار.

  فالحقيقة: اللفظ المستعمل فيما وضع له في اصطلاح التخاطب؛ وهي ثلاث: لغوية، وعرفية، وشرعية؛ وقد جعلوها خمسًا:

  العرفية: قسمان، والشرعية: قسمان، إضافة إلى اللغوية، تطويلاً وقد تضمنتها أمثلتنا.

  فاللغوية: ما وضعت له في أصل اللغة؛ كالدابة: لكل ما يدب، والقارورة: لكل إناء يقر فيه الماء، أو غيره.

  ثم صارت في عرف اللغة: الدابة: لذوات الأربع، والقارورة: للإناء المصطنع من الزجاج بالغلبة؛ فالأولى: لغوية، والأخرى: عرفية.

  ولكل عرف حقائق يصطلحون عليها، ويغلب عليها؛ فللنحويين اصطلاحات؛ ولأهل علم الكلام، وغيرهم، كذلك.

  والشرعية: ما وضعها الشارع؛ كالصلاة: لذوات الأذكار والأركان، وإن كانت للدعاء، والمؤمن: للمطيع، وإن كان للمصدق.