المختصر المفيد للمبتدئ والمستفيد،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[الأدلة على عدم قبول خبر فاسق التأويل وكافره]

صفحة 26 - الجزء 1

  بالحديث أربعة رجال ليس لهم خامس رجل منافق مظهر للإيمان متصنع بالإسلام لا يتأثم ولا يتحرج يكذب على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ متعمدا فلو علم الناس أنه منافق كاذب لم يقبلوا منه ولم يصدقوا قوله ولكنهم قالوا صاحب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ رآه وسمع منه ولقف عنه فيأخذون بقوله وقد أخبرك الله عن المنافقين بما أخبرك ووصفهم بما وصفهم به لك ...) الخ كلامه #(⁣١).

  فهذا كلام الله - سبحانه وتعالى -، وكلام أمير المؤمنين # يحكم على المنافقين ويجرحهم بالكذب.

  وقد صحَّ عن رسول الله ÷: أن حبَّ علي إيمان، وبغضه نفاق، برواية الموالف والمخالف بما لا يمكن إنكاره؛ فمن أبغض عليًّا # فقد ثبت قدحه، بنصِّ القرآن، ونصِّ عليٍّ #.

  هذا ومن أحبَّ عدوَّ أمير المؤمنين # فهو مبغض له، وإن ادعى أنه محبٌّ له فدعواه باطلة؛ لأنه لا يمكن الجمع بينهما، قال الشاعر:

  تحب عدوي ثم تزعم أنني

  صديقك، ليس النوك عنك بعازب


(١) نهج البلاغة: الخطب: رقم (٢١٠).