[المفهوم]
  دليله: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً}[النساء: ٣٦]، {وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً}[الإسراء: ٢٣]، {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ}[الإسراء: ٢٤]، {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً}[لقمان: ١٥]؛ فهذا يدل على أن التحريم لأجل الأذى.
  ومن الأدلة على اعتبار مفهوم الأولى:
  أنَّ الباري - تعالى - اعتبره في كثير من آي القرآن؛ نحو: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ}[الروم: ٢٧]، وقوله: {أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ}[يس: ٨١]، وقوله: {أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ}[يونس: ٣٥]، وقوله: {أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ}[النحل: ١٧]، وقوله: {أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}[الملك: ٢٢].
  وأيضا فإن أمير المؤمنين عليًّا # اعتبره فيمن أولج ولم يُمنِ، فقال: (أليس يوجب الحد، أليس يوجب المهر ..) إلى أن قال: فكيف لا يوجب الغسل، وكذا قوله: (احتجوا بالشجرة، وأضاعوا الثمرة)، ومفهوم المساوي نحو قوله تعالى: {فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِئَتَيْنِ}[الأنفال: ٦٦]، فمفهومه وجوب غلبة الواحد للاثنين، والعشرة للعشرين.