المختصر المفيد للمبتدئ والمستفيد،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[المفهوم]

صفحة 37 - الجزء 1

  دليله: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً}⁣[النساء: ٣٦]، {وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً}⁣[الإسراء: ٢٣]، {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ}⁣[الإسراء: ٢٤]، {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً}⁣[لقمان: ١٥]؛ فهذا يدل على أن التحريم لأجل الأذى.

  ومن الأدلة على اعتبار مفهوم الأولى:

  أنَّ الباري - تعالى - اعتبره في كثير من آي القرآن؛ نحو: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ}⁣[الروم: ٢٧]، وقوله: {أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ}⁣[يس: ٨١]، وقوله: {أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ}⁣[يونس: ٣٥]، وقوله: {أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ}⁣[النحل: ١٧]، وقوله: {أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}⁣[الملك: ٢٢].

  وأيضا فإن أمير المؤمنين عليًّا # اعتبره فيمن أولج ولم يُمنِ، فقال: (أليس يوجب الحد، أليس يوجب المهر ..) إلى أن قال: فكيف لا يوجب الغسل، وكذا قوله: (احتجوا بالشجرة، وأضاعوا الثمرة)، ومفهوم المساوي نحو قوله تعالى: {فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِئَتَيْنِ}⁣[الأنفال: ٦٦]، فمفهومه وجوب غلبة الواحد للاثنين، والعشرة للعشرين.