المختصر المفيد للمبتدئ والمستفيد،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[الحقيقة والمجاز]

صفحة 67 - الجزء 1

  السكاكي والقزويني.

  وقد قالوا: إن «أنشبت»: استعارة تبعية؛ لأن الاستعارة في الفعل تبع للاستعارة في الاسم؛ لأن أصل الاستعارة في الإنشاب.

  وقد قيل: إن الاستعارة المكنى عنها تتضمن الاستعارة التخييلية؛ ومعنى هذا: أنك شبهت الموت بالأسد، فاستعرت الأسد في نفسك للموت، وكنيت عما في نفسك بأنشبت أظفارها، الذي هو من خواص الأسد عند افتراسه، وتخيل لك أنه أسد حقيقة، فأثبتَّ الأظفار حقيقة للأسد الذي في الخيال، ويعود هذا إلى أنها استعارة واحدة مع أنها مكنية؛ لأنك كنيت عنها؛ أي: دللت على ما في نفسك بأنشبت، تخييلية لأنك تخيلت أنه أسد حقيقة فأثبت له أظفاراً حقيقة.

  هذا، وإن كانت العلاقة: غير التشبيه؛ فهو: المجاز المرسل؛ نحو: السببية، والمسببية؛ نحو: «رعينا الغيث»، أطلق اسم الغيث على المرعى؛ لأنه السبب في نباته، و «شربت الإثم»، في المسببية، أراد الخمر؛ لأن الإثم مُسَبَّبٌ. وقد يكون منتزعا من متعدد؛ نحو: «أراك تقدم رجلا وتؤخر أخرى»، لمن تردد في أمر.

  وقد يستعمل في الإسناد، ويسمى: المجاز العقلي؛ نحو: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا}⁣[الفجر ٢٢]، والمراد: أمر ربك، وكذا: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ}⁣[يوسف ٨٢]، والمراد: أهلها، و {وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ