[لعل الساعة قريب]
  عليم رحيم، بالكرم موصوف، بالرحمة معروف، يستر والعبد ينشر، يكفي ويعافي، يشفي عبده، ويوفي وعده.
  كم من قبيحٍ فَعَلْنَا ستَرَه، كم من رزق لنا يسره. اقرع بابه تجد جوابه، اقرأ كتابه يبين(١) لك عتابه.
  ارجع إليه يمن بالقبول، اقرب إليه يحسن بالوصول.
  ما ضاع من قصده، ولا جاع من عبده، ولا خاب من أمله، ولا خسر من عمل له. بابه لا يغلق، وحكمه لا يسبق، وجاره لا يغرق.
  القلوب من خوفه تَفْرَق، والصدور من هيبته تقلق، والرجاء بعفوه يَعْلَق.
  من ناجاه أنجاه، ومن اتقاه وقاه، ومن أوفاه وفَّاه، ومن أطاعه أطاعه، ومن التجأ إليه نصره، ومن استغنى به ستره، من قصده قبله، من وحَّده أنحله، من عبده فضَّلَه، من تاجره ربَّحَه، من أمَّلَه فَرَّحه، من سأله منحه، من ذكره ذكره، من استهداه وفَّقه، من توكل عليه رزقه، من أمَّله صدقه، من تعزز به أعزه، من استغنى به أغناه، من سأله أعطاه، من تولاه والاه، من استأنس بذكره لم يخف ولم يخب، من تحلا بطاعته نال ما يحب. المفر إليه، وعنده المستقر.
  مَنْ للفقراء إلاَّ الغني؟ مَنْ للضعيف إلاَّ القوي؟ مَنْ للذليل إلاَّ العزيز العلي؟ من للعبد إلاَّ سيده؟ وأين يوجد إلاَّ عَنده(٢).
[لعل الساعة قريب]
  قال الوافد: كأني بالقيامة وقد قامت!
  قال العالم: نعم كأني بالشاب المليح - وهو في النار طريح، ثاوٍ يصيح، بمقامعها جريح، يطلب الراحة لا يستريح، بين أطباق العذاب يصيح.
(١) كذا في الأصل، وفي تأويله اقرأ التعليق السابق على قوله (يأتيك الجواب).
(٢) في الأصل عبده، والتصحيح من مجموع الإمام القاسم المطبوع.