[الإرادة وكيفية الوصول إلى مقام الأولياء]
  أهل المحبة إذا جنهم الليل أَرِقوا، وإذا أضاهم الصبح فَرِقُوا، وإذا قرأوا القرآن صاحوا، وإذا ذكروا ذنوبهم ناحوا.
  من كان بالله أعرف كان من الله أخوف.
  من رجا طلب، ومن أحب تقرب، ومن خاف هرب. ينام الناس ولا ينام، ويضحك الناس ولا يضحك. المصاب الذي يدعو ولا يجاب، الأحزان تهد الأركان، وتشيد الإيمان. إن الله يحب كل قلب حزين.
  الحزن عمارة القلب الخراب.
  المحزون يفتح له الباب، كلام المحزون في خلوته يقول: كأني بك وقد تجرعت مرارة الفراق، وقيل {إِلَى رَبِّكَ يَوْمئِذٍ الْمسَاقُ}[القيامة: ٣٠]، كأني بالغطاء وقد كشف، وبالعطاء وقد صرف، كأني بالوعد وقد اقترب، وبالوعيد وقد وجب، كأني بك في اللحود مضاجع للدود، كأني بالمظلوم وقد تعلق بالظالم، كأني بهذا الضياء وقد أظلم، وبهذا العمر وقد انصرم، كأني بالمنادي وقد نادى، وبالليل والنهار قد بادى، كأني بهذا الجلد وقد ذهب عنه النشاط، وطوي من تحته البساط.
  التجربة - الإرادة وكيفية الوصول إلى مقام الأولياء
[التجربة]
  قال الوافد: صف لي التجربة.
  قال العالم: تصحب أهل المعرفة وتحفظ التجارب، حتى تكون تعلم التجربة، واطلب مرادك بالصدق؛ لأن ذلك للصادقين المريدين لله.
[الإرادة وكيفية الوصول إلى مقام الأولياء]
  قلت: فبأي شيء أجد الإرادة بالصدق؟
  قال: باستماع الحكمة.
  قلت: أي الحكمة؟
  قال: حكمة الذين يدعونك إلى الله.
  قلت: فإذا وجدت الإرادة أي شيء أفعل؟