[أوصاف المحبين لربهم النادمين على ذنبهم]
  كثير الوجع، عظيم الفزع، متين الورع، ظاهر خشوعه، غزيرة دموعه، صادق رجوعه.
  معتبر مفكر، شاكر ذاكر، خجل وجل، واجد ساجد، تضيق به البلاد، ويسأم من صحبته العباد، ينتظر الميعاد، ويطلب تحقيق الوداد، جهده شديد، وعمله كل يوم يزيد، وحزنه في كل نفس جديد. يتجرع الغصص، ولا يطلب الرخص.
  دائم الطلب، ملازم الكرب، مواظب على التعب، رافض للطرب، ظاهر الحزن والنصب.
  ضيق الأوقات، مغتنم الساعات، قليل الالتفات، حذر من كل الجهات.
  ماله هدوء ولا سكون، خائف غير أمون، وجل محزون، كأنه مقيد مسجون.
  لونه أصفر من خدمة الرحمن، ونفسه ذائبة خوف الهجران، نحيف البدن، خفيف المؤن.
  سقيم الأركان، سليم الْجَنَان، مستقيم اللسان، حريص على طلب الْجِنان.
  لا تصده العوائق، ولا يبالي بالخلائق، منقطع من العلائق، متمسك بالحقائق.
  فهو في الطلب، إلى أن يصير إلى الطرب، وينجو من التعب.
  قال الوافد: بئس العبد عبد سها ولها، وبئس العبد عبد طغى وبغى، بئس العبد جاوز الحد وتعدى، بئس العبد عبد ظلم واعتدى، أيها العالم الحكيم، والسيد الحليم، قد وصفت أهل النجاة فأبلغت في الصفات، وحذرت مما هو آت، فجزاك الله عني خيراً، وبوأك سروراً - صف لي المحب لربه، النادم على ذنبه.
[أوصاف المحبين لربهم النادمين على ذنبهم]
  قال العالم: أوصاف المحبين يحبهم الله كرماً، ويحبونه ألماً. يحبهم إرادة، ويحبونه عبادة. يحبهم رحمةً، ويحبونه خدمةً. يحبهم تفضلاً، ويحبونه تذللاً.
  إذا أحبك سترك، وإذا أحببته قربك وشوقك(١)، إذا أحبك أغناك، وسترك وآواك. المحب عينه لا تنام، همته الصلاة والصيام.
(١) وشرفك. (خ).