[الرد على المناقش في إيجابه للضم]
  ثُمَّ يُقَالُ(١): إِنَّا نَرَى كَثِيْرًا مِمَّنْ يَلْتَزِمُ الضَّمَّ لَا يَعْمَلُونَ فِي كَيْفِيَّتِهِ بِهَذِهِ الرِّوَايَةِ الَّتِي رَوَاهَا الإِمَامُ الأَعْظَمُ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ آبَائِهِ $؛ فَإِنَّ فِيْهَا وَضْعَ الْكَفِّ عَلَى الْكَفِّ تَحْتَ السُّرَّةِ، وَأَنْتُمْ تَضَعُونَهُمَا فَوْقَ الصَّدْرِ، عَمَلًا بِرِوَايَةِ وَايِلِ بْنِ حُجْر.
  فَيَا سُبْحَانَ اللَّهِ! كَيْفَ تُرَجِّحُونَهَا عَلَى رِوَايَةِ أَعْلَامِ أَهْلِ البَيْتِ $، بَلْ وَرِوَايَةِ غَيْرِهِمْ كَأبِي دَاوُدَ(٢)، وَغَيْرِهِ، عَنْ أَمِيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَخِي الرَّسُولِ الأَمِيْنِ ÷، وَابْنِ عَمِّهِ، وَبَابِ مَدِيْنَةِ عِلْمِهِ.
  لِهَوَى النُّفُوسِ سَرِيْرَةٌ لَا تُعْلَمُ
  وَسَيَأْتِي صَرِيْحُ النَّهْي عَنْ جَعْلِهِمَا فَوْقَ الصَّدْرِ.
[الرد على المناقش في إيجابه للضم]
  وَأَمَّا قَوْلُ الْمُنَاقِشِ: فَالضَّمُّ وَاجِبٌ؛ بِدَلِيلِ: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي».
  فَالْجَوَابُ: أَنَّ القَوْلَ بِوُجُوبِهِ فِي غَايَةِ السُّقُوطِ وَالتَّهَافُتِ؛ لِأَوْجُهٍ:
  مِنْهَا: مَا تَقَدَّم مِنْ عَدَمِ تَعْلِيمِ النَّبِيِّ ÷ الْمُسِيءَ صَلَاتَهُ(٣).
= ويدلّك على أنَّه ليس مذهبه أنَّه لَم يذكر هذه الرواية في الصلاة، وإنَّما ذكرها في الصيام، لبيان فضيلة تعجيل الإفطار، وتأخير السحور، واستطرد ذكر الوضع المنسوخ كما نُسِخَ غيره من شرائع الأنبياء $، وهذه المسألة كغيرها من المسائل الفرعية الاجتهادية التي يجب على المجتهد أن يعمل فيها بما أدّى إليه اجتهاده، ولا وجه للنكير فيها).
(١) هذا الكلام من الإمام الحجة: مجدالدين بن محمد المؤيدي # مَبْنِيٌ على الفرض والتقدير فقط، فلو سلَّمنا لكم أنَّ هذه الرواية تدلّ على مدَّعاكم وهو الضمّ في الصلاة، فلم لا تعملون بها في كيفيّة الضم، ففيها أنَّه تحت السرة، وأنتم تخالفون العمل بهذه الرواية، فَتَضُمُّونَ فوقَ الصدر، عملا برواية وايل بن حُجْر، على أنَّه قد تقدم النقل عن ابن القيم في كتاب (بدائع الفوائد) (أنَّ الرسول ÷ نَهَى عن التَّكْفِيْرِ في الصلاة)، وفسره ابنُ القيم بوضع الكف على الكف فوق الصدر، وذَكَرَ كراهتَهُ عن أحمدَ بنِ حنبل.
(٢) سنن أبي داود (١/ ٢٠١).
(٣) وفي شرح ابن بطال على البخاري (٢/ ٣٥٨) محتجًا للقائلين بالإرسال: (وقد عَلَّمَ النبيُّ، #، الأعرابىَّ الصلاةَ، ولم يأمره بوضع اليد على اليد ...).