[الرد على المناقش في إيجابه للضم]
  فمَا تَرَى أَيُّهَا الْمُنَاقِشُ فِي رَدِّ رِوَايَاتِ العِتْرَةِ النَّبَوِيَّةِ، بِتَعَلُّلٍ عَارٍ عِنِ البُرْهَانِ، وَهْوَ أَنَّهُ لَمْ يَرْوِهَا لَهُمْ جَمَاعَةٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ قَصَرُوا عَلَيْهِمْ رِوَايَةَ السُّنَّةِ.
  وَالْحَالُ أَنَّ أُولَئِكَ الَّذِيْنَ ادَّعَوا لَهُمْ هَذِهِ الدَّعْوَى البَاطِلَةَ لَمْ يدَّعُوا ذَلِكَ لِأَنْفُسِهِمْ، بَلْ صَرَّحَ مِنْهُمْ كِبَارُ أَهْلِ الصِّحَاحِ أَنَّ الَّذِي تَرَكُوهُ مِنَ الصَّحِيْحِ أَكْثَرُ مِنَ الَّذِي رَوَوهُ(١).
  فَيَا عَجَبَاهُ كَيْفَ تُرَدُّ رِوَايَةُ الَّذِيْنَ طَهَّرَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى عَنِ الأَرْجَاسِ، وَقَرَنَهُمْ بِالْقُرْآنِ، وَأَوْجَبَ التَّمَسُّكَ بِهِمْ عَلَى النَّاسِ، وَجَعَلَهُمْ كَسَفِيْنَةِ نُوحٍ، وَبَابِ الْسِّلْمِ الْمَفْتُوحِ، وَالنُّجُومِ، وَالأَمَانِ؛ لِمُجَرَّدِ أَنَّهُ لَمْ يَرْوِهَا غَيْرُهُمْ؟!
  فَقَدْ عَكَّسُوا القَضِيَّة، وَاطَّرَحُوا البَرَاهِيْنَ العَقْلِيَّةَ وَالنَّقْلِيَّة.
  وَإِنَّ لِأَهْلِ البَيْتِ مَا لَا يَخْفَى مِنَ الاِخْتِصَاصِ فِي الأَخْذِ مِنْ عَلِيٍّ بَابِ مَدِيْنَةِ الْعِلْمِ، الَّذِي كَانَ يَقُولُ: (سَلُونِي قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِي)(٢). إِنَّ هَذَا لَحَيْفٌ شَدِيدٌ، وَضَلَالٌ بَعِيدٌ.
= (مَن عَلِمَ حجة على من لم يعلم، فقد روى الإمام المرتضى لدين الله محمد بن الإمام الهادي إلى الحق $ في كتاب النهي، وروى حافظ الآل محمد بن منصور المرادي في كتاب المناهي: النهي عن وضع اليد على اليد ...)، إلخ كلامه. وانظر أيضًا كتاب (الاعتصام بحبل الله المتين) للإمام القاسم بن محمد @ (١/ ٣٦٢). قلت: وروى الحافظ ابن أبي شيبة في (المصنَّف) (٣/ ٣١٩)، رقم (٣٩٥٨)، قال: (حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنِ الْحَسَنِ [البصري]، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ÷: «كَأَنِّي أَنْظُرُ إلَى أَحْبَارِ بَنِي إسْرَائِيلَ وَاضِعِي أَيْمَانِهِمْ عَلَى شَمَائِلِهِمْ فِي الصَّلَاةِ»).
(١) قال الحافظ ابن حجر في (هدي الساري مقدمة فتح الباري شرح البخاري) (ص/٧) ط: (دار الكتب العلمية): (وروى الإسماعيلي عنه - أي البخاري - قال: لَم أخرج في هذا الكتاب الاَّ صحيحًا، وما تركتُ من الصحيح أكثر)، والكلام في هذا مستوفى في كتاب (لوامع الأنوار) للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #.
(٢) رواه كثيرٌ من المحدثين، منهم الإمام أحمد بن حنبل في (فضائل الصحابة) (٢/ ٨٠٢) رقم (١٠٩٨)، ورواه أيضًا الحاكم (٢/ ٥٠٦) رقم (٣٧٣٦)، ورواه ابن عبد البر في (الاستيعاب) (٣/ ١١٠٣)، وابن الأثير في (أُسد الغابة) (٣/ ٤٠١)، والحافظ الذهبي في (سير أعلام النبلاء) =