[الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم]
  وَقَالَ البَيْهَقِيُّ: رُوِيَ الْجَهْرُ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ الزُّبَيْرِ. وَأَمَّا أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَجْهَرُ بِالتَّسْمِيَةِ فَقَدْ ثَبَتَ بِالتَّوَاتُرِ، وَمَنِ اقْتَدَى فِي دِيْنِهِ بِمُتَابَعَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ كَانَ عَلَى الْحَقِّ، وَالدَّلِيْلُ عَلَيْهِ قَوْلُهُ ÷: «اللَّهُمَّ أَدِرِ الْحَقَّ مَعَ عَلِيٍّ حَيْثُمَا دَارَ»، انْتَهَى. هَكَذَا فِي (الرَّوْضِ)(١).
  وَقَدْ سَبَقَ عَنِ الرَّازِي، نَقَلْتُهُ مِنْ كِتَابِهِ (مَفَاتِيحِ الغَيْبِ).
  وَأَخْرَجَ الشَّافِعِيُّ(٢) بِسَنَدِهِ إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: صَلَّى مُعَاوِيَةُ بِالْمَدِيْنَةِ صَلَاةً جَهَرَ بِأُمِّ القُرْآنِ، فَلَمْ يَقْرَأْ ﷽، وَلَمْ يُكَبِّرْ فِي الرَّفْعِ وَالْخَفْضِ، فَلَمَّا فَرَغَ نَادَاهُ الْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ: يَا مُعَاوِيَةُ نَقَصْتَ الصَّلَاةَ؟ أَيْنَ ﷽، أَيْنَ التَّكْبِيْرُ؟! فَكَانَ إِذَا صَلَّى بِهِمْ بَعْدَ ذَلِكَ قَرَأَ ﷽ وكَبَّرَ.
= الزبير، وعن أبي عبدالله الْجَدَلِي، وابن معقل، وسعيد بن جبير، وعطاء، وطاووس، ومجاهد، والزهري، وأبي عاصم النبيل أنهم كانوا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم).
وقال الإمام المؤيد بالله # في (شرح التجريد) (١/ ٣٧٩): (والجهر بِ ﷽، هو المروي عن أمير المؤمنين علي #، وعن محمد بن علي (الباقر)، وزيد بن علي، وجعفر بن محمد، ومحمد (النفس الزكية)، وإبراهيم ابني عبدالله، وأبيهما عبدالله بن الحسن، وعن عبدالله بن موسى بن عبدالله، وعن أحمد بن عيسى $، رواه محمد بن منصور عنهم بأسانيده، ... ، وهو مذهب أهل البيت $ لا يختلفون فيه)، وانظر أيضًا (أُصول الأحكام) (١/ ٢٠٠) للإمام الحجة المتوكل على الله أحمد بن سليمان @. وروى الأمير الحسين # في (الشفاء) (١/ ٢٧٤) عن القاضي زيد ¦ أنَّ الجهر بِ ﷽ (إجماع العترة $). وروى مثلَ ذلك الإمامُ يحيى بن حمزة @ عن أئمة العترة القاسمية والنَّاصرية $ في (الانتصار)، ثم قال (٣/ ٢٥١): (وعلى الجملة، فإنَّه إجماع أهل البيت).
(١) الروض النضير (٢/ ١٣).
(٢) انظر الروايات في (مسند الشافعي) (ص/٣٦)، و (السنن الكبرى) للبيهقي (٢/ ٤٩)، والدار قطني في (السنن) (٢/ ٨٣ - ٨٤) رقم (١١٨٧)، و (١١٨٨). ورواه كثير من أئمة أهل البيت $، كالإمام يحيى بن حمزة @ في (الانتصار)، والإمام المنصور بالله القاسم بن محمد @ في (الاعتصام) (١/ ٣٧٧). وفي (مفاتيح الغيب) (١/ ١٦٨): قال الشافعي: (إِنَّ معاوية كان سلطانًا عظيم القوة، شديد الشوكة، فلولا أنَّ الجهرَ بالتسمية كان كالأمر المتقرر عند كل الصحابة من المهاجرين والأنصار وَإِلَّا لَمَا قَدِرُوا عَلَى إظهار الإنكار عليه بسبب ترك التسمية).