المنهج الأقوم في الرفع والضم،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[حجة المخالفين، والجواب عليها]

صفحة 73 - الجزء 1

  الْمُخْتَارُ ~ وَعَلَيْهِمْ، وَصَاحِبُ البَيْتِ أَدْرَى بِالَّذِي فِيْهِ. انْتَهَى بِاخْتِصَارٍ مِنْ كِتَابِ (الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ).

  وَقَدْ أَوْرَدَ فِيْهَا الأَبْحَاثَ الْمُهِمَّةَ مِنْ أُصُولِ الدِّيْنِ، وَعُلُومِ الشَّرِيْعَةِ، وَأَيَّدَهَا بِالْبَرَاهِيْنِ العَقْلِيَّةِ وَالنَّقْلِيَّةِ.

  هَذَا، وَالْكَلَامُ مُسْتَوْفَى فِي الْمُؤَلَّفَاتِ الْجَامِعَةِ، وَهَذِهِ زُبَدٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى نَافِعَةٌ، جَرَّ إِلَيْهَا البَحْثُ، وَلَا تَخْلُو مِنْ فَائِدَةٍ، وَلْنَعُدْ إِلَى مَا كُنَّا بِصَدَدِهِ.

  فَإِذَا نَظَرْتَ حَقَّ النَّظَرِ، وَتَأَمَّلْتَ كُلَّ التَّأَمُّلِ لَمْ تَجِدْ سَبَبًا لِهَذَا الْخِلَافِ الكَثِيْرِ، وَالنِّزَاعِ الطَّوِيلِ إِلَّا أَنَّ هَذِهِ الْمَسَائِلَ اشْتُهِرَتْ عَنْ أَئِمَّةِ الْعِتْرَةِ الْهَادِينَ، الْمُقْتَدَى بِهِمْ فِي الدِّينِ، فَاغْتَنَمَ الفُرْصَةَ مَنْ يُرِيدُ إِضْرَامَ نَارِ الفُرْقَةِ، فَجَعَلَ هَذِهِ الْمَسَائِلَ مِحْوَرَ الْخِلَافِ وَالْوِفَاقِ، وَمَصْدَرَ الاِجْتِمَاعِ وَالاِفْتِرَاقِ، لِيَتُمَّ لَهُم الغَرَضُ الْمَقْصُودُ، وَالْوَاقِعُ أَنَّهُمْ مُخْتَلِفُونَ فِيْهَا.

  وَقَدْ خَالَفَ فِي إِثْبَاتِ الضَّمِّ الإِمَامُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَغَيْرُهُ⁣(⁣١)، وَلَمْ يَحْصُلْ حَوْلَهُمْ هَذَا الضَّجِيْجُ وَالْقَعْقَعَةُ، لَمَّا لَمْ يَكُنْ ثَمَّةَ هَوى، بَلْ قَدْ يُنْكِرُ بَعْضُهُمْ خِلَافَهُ وَهْوَ ثَابِتٌ صَحِيْحٌ.

  وَهَذَا الغَرَضُ بِعَيْنِهِ هُوَ الَّذِي أَوْجَبَ دَعْوَى حَصْرِ الْمَذَاهِبِ الإِسْلَامِيَّةِ عَلَى أَرْبَعَةٍ لَيْسَ لَهَا خَامِسٌ، وَهْوَ مِمَّا لَمْ يُنْزِلِ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ مِنْ سُلْطَان، وَلَا وَرَدَتْ بِهِ سُنَّةٌ وَلَا قُرْآن.

  وَأَهْلُ الاِجْتِهَادِ مِنَ الأُمَّةِ الْمُحَمَّدِيَّةِ يَفُوتُونَ الْحَصْرَ وَالتَّعْدَادِ، وَلَمْ يَقُلِ الأَئِمَّةُ الأَرْبَعَةُ - وَحَاشَاهُمْ - إِنَّهُمُ الْمَخْصُوصُونَ بِالاِجْتِهَادِ.


(١) كابن الزبير، وإبراهيم النخعي فقيه الكوفة، والحسن البصري، ومحمد بن سيرين فقيهي البصرة، وسعيد بن المسيب فقيه الحرم المدني، وعطاء بن أبي رباح، وابن جريج فقيهي وشيخي الحرم المكي، والليث بن سعد فقيه أهل مصر، وقال الإمام الشافعي بالجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، وأَذَّنَ عبد الله بن عُمَر بن الخطاب بحيَّ عَلَى خَيْرِ العَمَلِ، وكذا أبو أمامة بن سهل، وغيرهم.