[حديث الطير]
  حاجة فانصرف فرجعت إلى رسول الله فسمعته يقول الثالثة: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر، قال: فجاء علي # فضرب الباب ضرباً شديداً، فقال رسول الله ÷: افتح افتح افتح، فلما نظر إليه رسول الله ÷ قال: «اللهم وإليّ وإليّ» قال: فجلس مع النبي ÷ فأكل معه الطير».
  قال في المحيط(١): روي عن أنس وسعد بن أبي وقاص، وأبي ذر، وأبي رافع مولى رسول الله ÷ وسُفَيْنة وابن عمر وابن عباس(٢)، قال سيد المحققين أحمد بن محمد بن صلاح الشرفي: وهو متلقى بالقبول عند جل الصحابة فهذا ما يليق إيراده بهذا المختصر، وإلا فهي قليلة من كثير وقطرة من وبْلُ غزير، ولو استقصينا ذلك لخرجنا من الاختصار إلى ساحة الإطناب والإسهاب، ودخلنا من باب إلى أبواب، ومن لم ينتفع بالقليل لم ينتفع بالكثير، ففيما ذكر دلالة قاطعة على أنه أفضل الأمة بعد رسول الله، وأنه الإمام بلا فصل، وأنه على الحق. فيكون قوله حجة كالحديث النبوي.
  قال سيدي الحسين بن القاسم | في (شرح الغاية): (وأما أحاديث حب علي فقد بلغت حد التواتر وخُرجت عن علي، وابن عباس، وعمر، وابن عمر، وأبي ذر، وسعد بن أبي وقاص، وأبي أيوب الأنصاري، وأبي بردة، وأبي سعيد الخدري، وأبي هريرة، وزيد بن أرقم، وسلمان الفارسي، وأبي رافع، وأم سلمة، وعائشة، وعمار بن ياسر، وجابر بن
(١) هو كتاب المحيط بالإمامة. للعلامة علي بن الحسين بن محمد الديلمي، أبو الحسن الزيدي المعروف بشاه سربيجان أحد علماء الزيدية في العراق في القرن الخامس الهجري.
والكتاب المذكور حافل يقع في مجلدين ضخمين، وهو كالشرح لكتاب الدعامة للإمام أبي طالب الهاروني، إلاَّ أنه لم يرتبه على نفس ترتيب الدعامة، وقد أورد فيه الأدلة في ثبوت إمامة أمير المؤمنين # وكذا بعض الفضائل.
(٢) أورد الحاكم في المستدرك حديث الطير، ورواه عن أنس عن (٨٦) رجلاً جميعهم رووه عن أنس. ينظر كفاية الطالب ص (١٣٠ - ١٣٥).