[الآداب المتعلقة بالمدرس (الشيخ)]
الباب الثاني في آداب العالم والمتعلم وما يتصل بذلك
[الآداب المتعلقة بالمدرس (الشيخ)]
  فنقول وبالله التوفيق ينبغي للعالم أمور: منها:
  الإنصاف للقارئ، والإقبال عليه، والتفقد لأحواله، وتمهيدها بما يحتاج إليه، وبما يعينه على طلب العلم، وحسن النظر فيما يسأله عنه والبحث عما التبس عليه، فإن ظهر له أجاب عنه، وإن أشكل قال: الله أعلم؛ فإنها نصف لعلم(١)، ولا يعجل بالجواب حتى يتجلى له، ولا يتكلف في الجواب من غير تحقيق، فقد قال ÷:
  (٥٩) «إن الله يبغض المتكلفين»(٢).
  ومنها: أن لا يفرح بقبول أقواله ولا يحزن بردها، ولا يرد من طلب منه
(١) من الواجبات والآداب المتعلقة بالمعلم نحو طلبته أن يعترف بعدم الدراية والخطأ إذا طرح أحد طلبته سؤال عليه ولم يعرف جوابه، قال أمير المؤمنين علي # (من ترك قول لا أدري أصيبت مقالته) وقال أيضاً: «لو سكت من لا يعلم سقط الاختلاف» ومن قال لا أدري فقد أفتى.
(٢) جزء من حديث طويل أخرجه القرشي في شمس الأخبار ص (٨٦). وعزاه إلى كتاب الذكر لمحمد بن منصور المرادي ينظر: ص (١٣٠) حديث (١١١) أوله: «من فتنة العلماء من يكون ... الخ»، وأخرجه الخطيب عن معاذ مرفوعاً، وابن مردويه عنه موقوفاً، وانظر مسند شمس الأخبار (١/ ٢٢٩)، وأخرجه المرهبي في فضل العلم، والديلمي في مسند الفردوس عنه وابن المبارك في الزهد عن يزيد بن أبي حبيب.