[الاحتجاج بحديث الثقلين]
[الاحتجاج بحديث الثقلين](١)
  (٢١٩) وقوله ÷: «إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا
(١) حديث الثقلين: من الأحاديث التي بلغت حد التوتر إذ تعددت مصادر وطرق الحديث، إذ بلغت طرقه بما يربو عن بضع وعشرين صحابياً، ومن مصادره: صحيح مسلم (٥/ ٢٢ - ٢٦) حديث (٢٤٠٨)، سنن الترمذي (٥/ ٦٢٢ ح ٣٧٨٨)، وص (٦٢١ ح ٣٧٨٦)، مسند أحمد (٥/ح ١٨٧٨٠)، (٣/ ١٤، ١٧)، (٤/ ٣٦٧، ٣٧١)، (٥/ ١٨٢، ١٨٩) كنز العمال (١/ ١٧٨ ح ٨٩٨)، (١٣/ ٦٤٠ - ٦٤١) (ح/٣٧٦١٩ - ٣٧٦٢٠)، سنن البيهقي (٢/ ١٤٨) (٧/ ٣٠)، سنن الدارمي (٢/ ٤٣١)، مشكل الآثار (٤/ ٣٦٨)، الدر المنثور (٧/ ٣٤٩)، الطبراني في الكبير (٥/ح ٤٩٨٠، ٤٩٨١، ٣٦٧٨، ٤٩٦٩، ٥٠٢٨، ٥٠٢٥، ٥٠٤٠، ٤٩٢٣)، أسد الغابة (٢/ ١٣)، فيض القدير (٣/ ١٤)، الصواعق لابن حجر ص (١٣٦)، (٩٠)، ابن الأنباري في المصاحف، قال ابن حجر في صواعقه ص (١٣٦)، وله طرق كثيرة عن بضع وعشرين صحابياً لا حاجة لنا ببسطها.، ينظر مسند شمس الأخبار (١/ ١٢٦) الحاشية، فضائل الخمسة (٢/ ٥٢ - ٦٣) ومنه: تاريخ بغداد (٨/ ٤٤٢)، ثم مناقب الكوفي الأحاديث (٥٨٤، ٦٤٦، ٦٢٠، ٦٤٩، ٦٢٢).
ويعد حديث الثقلين السالف الذكر بطرقه وأسانيده من الأدلة القوية على ثبوت الخلافة لأمير المؤمنين علي # بعد النبي ÷ بلا فصل ولا منازع، قال الفيروزبادي في فضائل الخمسة (٢/ ٦١): لو لم يكن للشيعة دليل على خلافة علي # سوى حديث الثقلين لكفاهم ذلك حجة على المخالف، والاستدلال به يتوقف على بيان سنده ودلالته:
أولاً: السند: يعتبر سند حديث الثقلين من الأسانيد القوية إذ يعتبر حديث صحيح مستفيض بل متواتر قد رواه أجلاء الصحابة ومشاهيرهم عن النبي ÷ وممن رواه عنهم ÷ الإمام علي، وأبو ذر، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وزيد بن أرقم، وأبو سعيد الخدري، وزيد بن ثابت، وحذيفة بن أسيد الغفاري، وعبد الله بن حنطب وأبو هريرة، وأم هانئ وأم سلمة وخزيمة بن ثابت، أبو شريح الخزاعي، وأبو قدامة الأنصاري، وأبو ليلى، وأبو الهيثم بن التيهان، وأبو قدامة الأنصاري وغيرهم يطول.
قال المناوي في فيض القدير (٣/ ١٤) قال السمهودي: وفي الباب ما يزيد على عشرين من الصحابة، كما قال ابن حجر في صواعقه ص (١٣٦)، ولهذا الحديث طرق كثيرة عن بضع وعشرين صحابياً لا حاجة لنا ببسطها.
ثانياً: الدلالة: أمَّا من حيث الدلالة فدلالته قوية أيضاً، بل في أعلى مراتب القوة بعد رعاية القرائن القطعية والشواهد الجلية المحفوفة به كقوله ÷ إلى مقبوض أو إنما أنا بشر يوشك أن يأتي ..... وأنا تارك فيكم الثقلين، أو إني تارك فيكم الثقلين أو خليفتين، قال ابن حجر في صواعقه ص (٩٠) تنبيه: سمى رسول الله ÷ القرآن وعترته، وهي بالمثناة الفوقية الأهل والنسل والرهط الأدنون - ثقلين لأن الثقل كل نفيس خطير مصون، وهذان كذلك إذ كل منهما معدن للعلوم اللدنية، والأسرار والحكم العلية، والأحكام الشرعية ولذا حث ÷ على الاقتداء والتمسك بهم والتعلم منهم ... إلخ.