الثانية: العجب:
  (٩٤) وعنه ÷ أنه قال: «تعوذوا بالله من حب الحزن، قالوا: يا رسول الله ما حب الحزن؟ قال: وادٍ في جهنم تتعوذ منه جهنم في كل يوم أربعمائة مرة. قيل: يا رسول الله ومن يدخله. قال: أعدَّ للقَّراء المرآئين بأعمالهم وإن من أبغض القرآء إلى الله الذين يزورون الأمراء الخونة»(١).
  وفي هذا كفاية لمن جهل، ومزدجراً لمن عقل، أعاذنا الله وجميع المؤمنين من هذه المصيبة العظماء، ووقانا برحمته عذاب القبر والنار، وأجارنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
الثانية: العجب:
  وهو استعظام المرء نفسه وترفعه على غيره، وإعجابه بشئ من أفعاله وأقواله(٢)، وهذه خليقة إبليس - لعنه الله تعالى - حيث قال: {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ}[ص: ٧٦] وقليل من يسلم من هذه الخصلة فإن النفس الطموح والشيطان المغوي يزينان للمرء أنك قد فقت على أقرانك بكونك من العلماء، أو بكونك من العُبّاد، أو بكونك من المَحْتَد النبوي، أو بغير ذلك وليس منه أن يعتقد العالم أنه أفضل من الجاهل، وأن العابد أفضل من غيره، وأن الأتي بالواجبات المجتنب للمحرمات أفضل من المخل بشئ من الواجبات المرتكب لشيء من المحرمات ولكن العجب أن يتطاول بتلك النعمة على غيره، ويترفع عليه وقد قال ÷:
  (٩٥) «لو لم تذنبوا لخشيت عليكم ما هو أشَدُّ من ذلك: العجب ... العجب»(٣) وقال علي #: (من أعجب برأيه ضلَّ، ومن
(١) أخرجه البخاري في التاريخ، والترمذي في الجامع، وابن ماجه في السنن، والمتقي الهندي في منتخبه (١/ ٣٣٠)، والقرشي في شمس الأخبار ص (١٣٨) ومسنده (١/ ٣٨٢ - ٢٨٣)، (١/ ٢١٧).
(٢) العجب: هو تصور استحقاق الشخص رتبة لايكون مستحقاً لها وتغير النفس بما خفي سببه وخرج العادة مثله. ينظر: تصفية القلوب ص (٢١٧ - ٢٢٥).
(٣) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان عن أنس، والعقيلي (١٧١)، وابن عدي (١٦٤/ ١) من طريق =