الباب الأول في فضيلة العلم والعلماء والمتعلمين
الباب الأول في فضيلة العلم والعلماء والمتعلمين
  اعلم أيها الطالب للنجاة أن طلب العلم أفضل المطالب، وكسبه أشرف المكاسب، وهو أرفع المعالي والمفاخر، وَأَحْمَد المصادر والموارد وتَقَّدم بشرفه الأصاغر على الأكابر، واستضاءت ببهائه الأسرار والضمائر، هو سراج يستضاء به في الظلم، ومفتاح المقفلات البُهم، وبه يدرك الفوز والرضوان والخلود في غرف الجنان، وأهله سادات في كل آوان، ومقدمون على الآباء والإخوان(١) شعراً:
  أُفضل أستاذي على قدر والدي ... وكل له فضل وكل له شرف
  فذاك مربّي الروح والروح جوهر ... وهذا مربي الجسم والجسم من خزف
  وبهم يكمل الإيمان، ويسعد أهل الزمان، ويصلح بهم الرعية والسلطان، ويرغم أنف الشيطان، إصطفاهم رب الأرباب، وأورثهم السنة والكتاب، أحيا الله بهم الدين، وجعلهم أئمة للمسلمين، وقدوة للمهتدين، وكعبة للمسترشدين، والدليل على ذلك قول الله تعالى: {قُل هَلْ
(١) البيتان في بعض المصادر هكذا:
أقدم أستاذي على نفس والدي ... وإن نالني من والدي الفضل والشرف
فذاك مربي الروح والروح جوهر ... وهذا مربي الجسم والجسم من صدف
ولم أقف على قائل هذين البيتين، ينظر: مجمع الحكم والأمثال في الشعر العربي. ص (٣٥٠).