كتاب شرح اللمع في النحو،

ابن جني (المتوفى: 392 هـ)

باب جمع التكسير

صفحة 104 - الجزء 1

  بالألف. كما لا اعتداد بها في: هيهات. حيث فتحت التاء.

  فإن كان المؤنث، بألف مقصورة، قلبتها ياءا في الجمع، كقولك: حبلى. تقول في جمعها: حبليات. وسكرى، تقول في جمعها: سكريات. ولم تحذف الألف هاهنا، كما حذفت التاء في مسلمة، لأن الألف هاهنا [٢٢ / ب] تغيرت صورتها إلى الياء، فلم يكن ذلك مؤديا إلى جمع بين علامتي تأنيث. فإن كان المؤنث بألف ممدودة، قلبتها واوا في الجمع. تقول في صحراء: صحراوات. ولم تقلبها ياءا، للفرق بين المقصور، والممدود، ولا تدعها همزة، كما كانت في المفرد، لأنه يجتمع ثلاث ألفات. وكان قلب هذا واوا أولى من قلبها ياءا. والياء بالمقصورة أولى، لقولهم: سكرى، وحبلى، بالإمالة. والإمالة ممتنعة، في الممدودة، فاعرف ذلك.

باب جمع التكسير

  جمع التكسير: كل جمع ينكسر فيه لفظ الواحد، نحو: رجل، ورجال. فهذا الجمع يخالف جمع السلامة من أربعة أوجه:

  [الأول]: أن جمع السلامة، يصح فيه لفظ الواحد، نحو: زيد، والزيدين. ألا ترى أن لفظ زيد، قد سلم في الزيدين، وجمع التكسير بخلافه، لأن لفظة رجل، لم تصح في رجال.

  [الثاني]: أن جمع السلامة، يكون إعرابه بالحروف، نحو قولك: الزيدون، والزيدين، وإعراب جمع التكسير بالحركات، كقولك: دور، وقصور.

  [الثالث]: أن جمع السلامة، يختص بأولي العلم، والعقل. وجمع التكسير، كما يكون في العقلاء، يكون في غيرهم. ألا ترى أنك. تقول: زيد، وزيود، كما تقول: سقف، وسقوف.

  [الرابع]: أن جمع السلامة، لا يجوز تأنيث فعله، وجمع التكسير يجوز تأنيث فعله. تقول: قام الزيدون، ولا تقول: قامت الزيدون.

  وتقول: قام الرجال. وقامت الرجال.

  [فإن قلت]: فقد قال:

  ٤٧ - ... لم تستبح إبلي ... بنو اللّقيطة ... (⁣١)

  فأسند: تستبح، إلى جمع السلامة، فأنث؟!.

  [فهناك]: ثلاثة أجوبة:

  [الأول]: أن قوله: بنو اللقيطة، الاسم مضاف إلى المؤنث، والمضاف يكتسي من المضاف إليه التأنيث. تقول: سقطت بعض أصابعه. وقد جاء عن الحسن⁣(⁣٢):


(١) البيت من البسيط، لقريط بن أنيف العنبري، وتمامه:

لو كنت من مازن، لم تستبح إبلي ... بنو اللقيطة من ذهل بن شيبانا

وهو في: ديوان الحماسة ١: ٤، والخزانة ٨: ٤٤٦.

(٢) هو: أبو سعيد، الحسن بن أبي الحسن، يسار البصري (ت ١١٠ هـ). قرأ على: حطان بن عبد الله، الرقاشي، عن: أبي موسى، الأشعري، وعلى: أبي العالية، عن: أبي، وزيد، وعمر. روى عنه: أبو عمرو بن العلاء، وسلام بن سليمان الطويل، ويونس بن عبيد، وعاصم الجحدري. قال فيه الشافعي: (لو أشاء أقول: =