كتاب شرح اللمع في النحو،

ابن جني (المتوفى: 392 هـ)

المبحث الثاني شرح اللمع، لجامع العلوم ومنهجه فيه:

صفحة 11 - الجزء 1

  محمد المصطفى وآله الطاهرين)⁣(⁣١).

  وهذا دليل ناصع، وحجة بالغة، على نسبة هذا الكتاب إلى جامع العلوم؛ إذ إن هذا الافتتاح والاختتام، هو عينه في شرح اللمع.

  الثالث: أن جامع العلوم نفسه، ذكر في شرح اللمع، كتابيه: الكشف، والمختلف؛ إذ أحال على الأول، فقال: (وقد ذكرت هذا في الكشف، بأتم من هذا)⁣(⁣٢)، وأحال على الثاني، فقال: (وقد ذكرنا هذا في المختلف مستقصى)⁣(⁣٣).

  وهذا من أقوى الأدلة، وأعلاها في القطع بنسبة (شرح اللمع) إلى جامع العلوم.

  ٣ - منهجه فيه:

  يستطيع دارس شرح اللمع أن يتلمس فيه النهج الآتي:

  ١ - أبواب الكتاب:

  سار جامع العلوم، في ترتيب أبواب كتابه، على نهج ابن جني في لمعه، ولم يخالفه قط في تقديم أو تأخير، أو تسمية أو دمج، فابتدأ بأجزاء الكلام، وباب المعرب والمبني، وانتهى بباب الإمالة؛ كما بدأ ابن جني، وكما انتهى.

  ٢ - التعامل مع النص:

  أ - يتناول جامع العلوم، نص ابن جني بعبارة (قال أبو الفتح)، وابتداء كلامه بعبارة (قلت) ولا يلتزم بها أحيانا، وهو يتصرف كثيرا، في نص ابن جني بالتقديم، والتأخير، والصياغة والزيادة، بما لا يخرج عن روح النص، واكتفى بالمثال الآتي: جاء في لمع ابن جني، في باب المعرب والمبني، ما نصه: (الكلام في الإعراب والبناء على ضربين: معرب ومبني، والمعرب على ضربين:

  الأول: الاسم المتمكن، والآخر: الفعل المضارع وما عداهما من سائر الكلام فمبني)⁣(⁣٤).

  نقل جامع العلوم، هذا النص بعد عبارة (قال أبو الفتح) على النحو الآتي: (الكلام في الإعراب والبناء، على ضربين: معرب ومبني فالمعرب على ضربين: أحدهما: الاسم المتمكن، والآخر: الفعل المضارع وما عداهما من سائر الكلام، فمبني غير معرب)⁣(⁣٥).

  ففي المقارنة بين النصين، تجده قد تصرف في ثلاثة مواضع:

  الأول: استأنف بالفاء بدل الواو، فقال: فالمعرب.

  الثاني: قال على ضربين: أحدهما، بدل الأول.

  الثالث: زاد عبارة «غير معرب» على الأصل.

  وهذا النهج يمتد على مساحة الكتاب كله، فرأيت أن لا ألتفت إليه، في التحقيق، لعدم جدوى ذلك معرفيا.


(١) شرح اللمع لجامع العلوم ١.

(٢) نفسه ١٩٦.

(٣) نفسه ٢٣١.

(٤) اللمع في العربية ٥٥.

(٥) شرح اللمع لجامع العلوم ٣: أ، ب.