كتاب شرح اللمع في النحو،

ابن جني (المتوفى: 392 هـ)

المبحث الثاني شرح اللمع، لجامع العلوم ومنهجه فيه:

صفحة 13 - الجزء 1

  المثل السائر⁣(⁣١).: كطالب القرن جدعت إذنه)⁣(⁣٢).

  ونظرة في فهرسي الشواهد القرآنية، والقراءات، في هذه الرسالة، تنبيك عن شغف هذا الرجل في الاستشهاد بالقرآن الكريم.

  ب - الاستشهاد بالشعر: رغم أن جامع العلوم، قدم القرآن الكريم، على الشعر في الاستشهاد؛ فقد استشهد بالشعر كثيرا، إذ استشهد في شرحه بثلاث مئة وستين بيتا، وكان منهجه في إيراد الشاهد الشعري، أن يذكر البيت كاملا في الغالب، أو يذكر صدره، أو عجزه أحيانا، أو يذكر بعضه أحيانا قليلة، مكتفيا بموطن الشاهد فيه، ومن أمثلة ذلك قول الشاعر:

  وإنني حيثما يسري الهوى بصري ... من حيثما سلكوا أثني فأنظور⁣(⁣٣)

  وقول أخر:

  كتائب يردي المقرفين نكالها⁣(⁣٤) ...

  وقول أخر:

  ... ... والكافون ما جرموا⁣(⁣٥)

  هذا وقد جنح في الاستشهاد إلى الشعراء الجاهليين والإسلاميين والأمويين وأما الشعراء العباسيون فلم يستشهد لأحد منهم، سوى المتنبي، إذ استشهد بشعره للنحو واللغة⁣(⁣٦)، ومن أمثلة ذلك ما ذكره للاستشهاد ل (من) الموصوفة، قال: قال الشاعر (أي المتنبي):

  لا افتخار إلّا لمن لا يضام ... مدرك، أو محارب لا ينام⁣(⁣٧)

  ويبدو لي أن جامع العلوم كان معجبا بعبقرية المتنبي؛ إذ لا أظنه يجهل استشهاد النحويين ل (من) الموصوفة، بقول سويد بن أبي كاهل اليشكري:

  ربّ من انضجت غيظا قلبه ... قد تمنّى لي موتا لم يطع⁣(⁣٨)

  وقول كعب بن مالك:

  فكفى بنا فضلا على من غيرنا ... حب النّبي محمد إيانا⁣(⁣٩)

  وقول الفرزدق:

  إني وإياك، إذ حلّت بأرحلنا ... كمن بواديه بعد المحل ممطور⁣(⁣١٠)


(١) الكشف: ٢: ٦٥٧.

(٢) مجمع الأمثال ٢: ١٣٩ رقم (٣٠٢٢).

(٣) نفسه ٢١٨.

(٤) نفسه ٣٠٩.

(٥) شرح اللمع لجامع العلوم ٨.

(٦) شرح اللمع لجامع العلوم ٥٣، ٦٤، ٣٢٠، ٤٠٣.

(٧) شرح اللمع لجامع العلوم ٤٠٣.

(٨) المفضليات ١٩٨، والمغني ١: ٣٢٨.

(٩) شرح اللمع لجامع العلوم ٢٠.

(١٠) ديوانه ١: ٣٦١، والمغني ١: ٣٢٨.