باب المفعول به
  اللّوم، والخور في الأراجيز، فألغى خلت. [قال الشاعر]:
  ١٦٤ - وما خلت أبقى بيننا من مودّة ... عراض المذاكي المسنفات القلائصا(١)
  ألا ترى أن (خلت) ملغى، لأن بعده فعلا، وفاعلا، فلا يسهل دخولها عليها.
  وأما (وجدت)، فإذا كان من الوجدان [فقد](٢) تعدى إلى مفعول واحد، وإذا كان بمعنى العلم [فقد](٣) تعدى إلى مفعولين. قال الله تعالى: {إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً}(٤) وقال: {لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً}(٥). وقال: {وَوَجَدَ اللهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسابَهُ}(٦). [٦٥ / ب]
  واعلم أن من العرب من يجري: أتقول في الاستفهام، مجرى: أتظنّ، فيعامله معاملته.
  فيقول: أتقول زيدا قائما. أي: أتظن زيدا قائما. [قال الشاعر]:
  ١٦٥ - أجهّالا تقول بني لؤيّ ... لعمرو أبيك أم متجاهلينا(٧)
  [وقال الشاعر]:
  ١٦٦ - أمّا الرّحيل، فدون، بعد غد ... فمتى تقول الدّار، تجمعنا(٨)
  وقد روي بالنصب، [قال الشاعر]:
  ١٦٧ - علام تقول الرّمح يثقل ساعدي ... ... (٩)
  أي: علام تظن؟.
  [قال أبو الفتح]: والمفعول الثاني في (ظننت) وأخواتها، كأخبار المبتدأ، والمفرد، والجملة، والظرف. والأمر، كما قال. كل ما شرطناه هناك، من عود: الضمير، والظرف، والجار، فهاهنا جائز، لا شك فيه. ولهذا إذا قلت: ظننت زيدا إنّ أباه قائم، وجب كسر إنّ، ولا يجوز الفتح، في الأغلب الأشيع، لأنه يجوز أن تقول: ظننت زيدا أبوه قائم. ويجوز: ظننت يقوم أبوه. وقد قدمنا أنّ الموضع إذا احتمل الجملتين، وجب فيه كسر (إنّ).
(١) سبق ذكره رقم (٦٤).
(٢) زيادة يقتضيها السياق.
(٣) زيادة يقتضيها السياق.
(٤) ٣٨: سورة ص ٤٤.
(٥) ٤: سورة النساء ٦٤.
(٦) ٢٤: سورة النور ٣٩.
(٧) البيت من الوافر، للكميت، في: ديوانه ٣: ٣٩، والكتاب ١: ١٢٣، والتحصيل ١١٦. وبلا نسبة في: المقتضب ٢: ٣٤٩، وأمالي المرتضى ١: ٣٦٣، وابن يعيش ٧: ٧٨، وشرح شذور الذهب ٣٣٨، وابن عقيل ١: ٤٤٨، والأشموني ٢: ٢١٨، وشفاء العليل ١: ٤٠٥، وهمع الهوامع ٢: ٢٤٧.
(٨) البيت من مرفل الكامل، لعمر بن أبي ربيعة، في: ديوانه ٤٠٢، والكتاب ١: ١٢٤، والتحصيل ١٧٧.
وبلا نسبة في: المقتضب ٢: ٣٤٩، والجمل ١: ٤٦٢، ٤٦٤، واللسان (قول) ١١: ٥٧٥، و (رحل) ٢٧٩، و (زعم) ١٢: ٢٦٦.
(٩) البيت من الطويل، لعمرو بن معديكرب، وعجزه:
... إذا أنا لم أطعن، إذا الخيل كرت
وهو في: ديوانه ٤٤، وديوان الحماسة ١: ٤٤، واللسان (قول) ١١: ٥٧٥.
وجاءت روايته: عاتقي، بدل: ساعدي.