كتاب شرح اللمع في النحو،

ابن جني (المتوفى: 392 هـ)

باب النكرة والمعرفة

صفحة 274 - الجزء 1

  في الوصل، إجراءا للوصل مجرى الوقف. [قال الراجز]:

  ٢٨٠ - ببازل وجناء، أو عيهلّ ... كأنّ مهواها على الكلكلّ⁣(⁣١)

  [وقال الآخر]:

  ٢٨١ - أنا أبو النّجم، وشعري شعري⁣(⁣٢)

  وللاثنين، والجماعة: نحن: ذكورا كانوا أم إناثا. واستوى الاثنان والجمع، في ذلك، لأن الاثنين جماعة. ألا ترى أنه [قال]:

  ٢٨٢ - ... ... ظهراهما مثل ظهور التّرسين⁣(⁣٣)

  فقال: ظهور، وهو يريد اثنين. وقال الله تعالى: {فَإِنْ كانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ}⁣(⁣٤).

  والإجماع منعقد على أنّ الاثنين منهم، يحجبان الأم من الثلث، إلى السدس. وجاءت (نحن) مبنية، لأنها اسم مضمر. والمضمر [١١١ / أ] يشبه الحرف، حيث لا يلزم معناه في الأحوال كلها. وحرك لالتقاء الساكنين. واختير الضم، لمّا كان موضوعا للجمع، وقد تعورف الضم، والواو في باب الجمع، نحو: {اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ}⁣(⁣٥) {وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ}⁣(⁣٦).

  وللمخاطب (أنت). و (أن) هو الاسم، لأنه هو: أنا للمتكلم. والتاء: حرف خطاب، لا محل لها من الإعراب، وإنما الحكم ل (أن) إلا أنه سكنت النون مع التاء استخفافا، لتوالي متحركات.

  فإذا خاطبت الاثنين، قلت: أنتما. والتاء، والميم للخطاب، وليست (أنتما) تثنية (أنت) إذ لو كانت تثنيته، لقلت: أنتان. وإذا خاطبت الجماعة، قلت: أنتم. والأصل (أنتمو) بالميم، والواو.

  والواو أصل، بدلالة أنه بإزاء (أنتنّ) للنّسوة. والواو كالنون الثانية، إلا أنها حذفت استخفافا. وجاز حذفها، لأن الميم، وحدها، دلت على الجماعة، لما كان الاثنان مع ميمهما ألف. ولو كان (أنتم) جمعا ل (أنت) لكان: أنتون، في الرفع. و: أنتين، في النصب، والجر.

  وللغائب المذكر (هو)، وللمؤنث (هي). والواو، والياء، هاهنا، أصلان من الكلمة، وليسا زائدين، بخلافهما في: هذا له، ومررت به لأن الواو، والياء هاهنا، زائدان، لسقوطهما في الوقف،


(١) من الرجز، سبق ذكره (٢٣).

(٢) من الرجز، لأبي النجم العجلي، وبعده:

لله درّي ما أجنّ صدري

وهو في: الخصائص ٣: ٣٣٧، وابن يعيش ١: ٩٨، ٩: ٨٣، والخزانة ١: ٤٣٩، ٨: ٣٠٧، ٩: ٤١٢.

(٣) البيت من السريع، لخطام المجاشعي، وصدره:

ومهمهين قذفين مرتين ...

في: الكتاب ٢: ٨٤، والتحصيل ٦٤، والخزانة ٢: ٤٨، ٤: ٣٠٢، ٧: ٥٣٩، ٥٤٤، ٥٤٧، ٥٤٨، ٥٧٢، ولهميان بن قحافة في الكتاب ٣: ٦٢٢.

وبلا نسبة في: ابن يعيش ٤: ١٥٥، ١٥٦، والأشموني ٤: ٣٥٣، وشفاء العليل ١: ١٦٣.

(٤) ٤: سورة النساء ١١.

(٥) ٢: سورة البقرة ١٦.

(٦) ٢: سورة البقرة ٢٣٧.