باب النكرة والمعرفة
  إذا قلت: هذا له، ومررت به. وحذفهما الشاعر، [في قوله]:
  ٢٨٣ - فظلت لدى البيت العتيق، أجيله ... ومطواي مشتاقان له أرقان(١)
  أي: له. ولا يفعل ب (هو) و (هي) هذا. إنما يسكنان في ضرورة الشعر. [قال الشاعر]:
  ٢٨٤ - غفلت ثمّ أتت ترقبه ... فإذا هي بعظام، ودما(٢)
  [وقال الآخر]:
  ٢٨٥ - دار لسعدى إذه من هواكا(٣)
  يريد: إذ هي.
  [وقال الشاعر]:
  ٢٨٦ - فبيناه يشري رحله، قال قائل: ... لمن جمل، رخو الملاط، نجيب(٤)
  يريد: بينا هو. فإنما حذف الواو، والياء، كما يحذف الأصول، في نحو: {وَقُلْنَ حاشَ لِلَّهِ}(٥). يريد: حاشا لله، لأنه (فاعل). ونحو قوله: ولو تر: ما أهل(٦) مكة(٧)، أي: ترى.
  [أ](٨) فلا يدل هذان البيتان، على أن الواو، والياء في (هو) و (هي) زائدتان؟
  وللتثنية (هما) وللجماعة (هم) والأصل (همو) لأنه بازاء (هنّ).
  [قال أبو الفتح]: وأما الضمير المنصوب المنفصل [١١١ / ب] ف (إياي) للمتكلم. وللتثنية، والجمع، جميعا (إيانا). واختلف الناس في: إياي، وإياك، وإياه. فذهب أبو الحسن(٩) إلى أن الكاف، والياء، والهاء: حروف لا محل لها من الإعراب. وأنّ (إيا) اسم مضمر. وحكى سيبويه عن
(١) البيت من الطويل، ليعلى بن الأحول الأزدي، في: اللسان (مطا) ١٥: ٢٨٧، والخزانة ٤: ٤٣٥، ٤٣٦، ٥: ٢٦٩، ٢٧٠، ٢٧١، ٢٧٥.
وبلا نسبة في: المقتضب ١: ٣٩، والخصائص ١: ١٢٨.
(٢) البيت من الرمل.
بلا نسبة في: ابن يعيش ٥: ٨٤، واللسان (أطم) ١٢: ٢٠، والخزانة ٧: ٤٩١، ٤٩٣.
(٣) من الرجز، وقبله:
هل تعرف الدار على تبراكا
وهو بلا نسبة في: الكتاب ١: ٢٧، والتحصيل ٦٥، والخصائص ١: ٨٩، والإنصاف ٢: ٦٨٠، والعقد ٤: ١٨٥، وشافية ابن الحاجب ٢: ٣٤٧، وابن يعيش ٣: ٩٧، والخزانة ٢: ٥، ٥: ٢٦٤.
(٤) البيت من الطويل، للعجير السلولي، أو المخلب الهلالي، في: الخزانة ١: ١٥٠، ٥: ٢٥٧، ٢٦٠، ٢٦٥، ٩: ٤٧٣. وبلا نسبة في: الخصائص ١: ٦٩، والإنصاف ٢: ٥١٢، وابن يعيش ١: ٦٨.
(٥) ١٢: سورة يوسف ٣١.
(٦) ضبط الشارح لفظة: (أهل) بالفتحة، والضمة، فالنصب على زيادة (ما)، والرفع على موصوليتها. والتقدير: ولو ترى الذين هم أهل مكة.
(٧) اللسان (رأى) ١٤: ٢٩٤.
(٨) زيادة يقتضيها السياق.
(٩) هو: أبو الحسن بن كيسان. الإنصاف (مسألة ٩٨) ٢: ٦٩٥.