كتاب شرح اللمع في النحو،

ابن جني (المتوفى: 392 هـ)

باب النكرة والمعرفة

صفحة 275 - الجزء 1

  إذا قلت: هذا له، ومررت به. وحذفهما الشاعر، [في قوله]:

  ٢٨٣ - فظلت لدى البيت العتيق، أجيله ... ومطواي مشتاقان له أرقان⁣(⁣١)

  أي: له. ولا يفعل ب (هو) و (هي) هذا. إنما يسكنان في ضرورة الشعر. [قال الشاعر]:

  ٢٨٤ - غفلت ثمّ أتت ترقبه ... فإذا هي بعظام، ودما⁣(⁣٢)

  [وقال الآخر]:

  ٢٨٥ - دار لسعدى إذه من هواكا⁣(⁣٣)

  يريد: إذ هي.

  [وقال الشاعر]:

  ٢٨٦ - فبيناه يشري رحله، قال قائل: ... لمن جمل، رخو الملاط، نجيب⁣(⁣٤)

  يريد: بينا هو. فإنما حذف الواو، والياء، كما يحذف الأصول، في نحو: {وَقُلْنَ حاشَ لِلَّهِ}⁣(⁣٥). يريد: حاشا لله، لأنه (فاعل). ونحو قوله: ولو تر: ما أهل⁣(⁣٦) مكة⁣(⁣٧)، أي: ترى.

  [أ](⁣٨) فلا يدل هذان البيتان، على أن الواو، والياء في (هو) و (هي) زائدتان؟

  وللتثنية (هما) وللجماعة (هم) والأصل (همو) لأنه بازاء (هنّ).

  [قال أبو الفتح]: وأما الضمير المنصوب المنفصل [١١١ / ب] ف (إياي) للمتكلم. وللتثنية، والجمع، جميعا (إيانا). واختلف الناس في: إياي، وإياك، وإياه. فذهب أبو الحسن⁣(⁣٩) إلى أن الكاف، والياء، والهاء: حروف لا محل لها من الإعراب. وأنّ (إيا) اسم مضمر. وحكى سيبويه عن


(١) البيت من الطويل، ليعلى بن الأحول الأزدي، في: اللسان (مطا) ١٥: ٢٨٧، والخزانة ٤: ٤٣٥، ٤٣٦، ٥: ٢٦٩، ٢٧٠، ٢٧١، ٢٧٥.

وبلا نسبة في: المقتضب ١: ٣٩، والخصائص ١: ١٢٨.

(٢) البيت من الرمل.

بلا نسبة في: ابن يعيش ٥: ٨٤، واللسان (أطم) ١٢: ٢٠، والخزانة ٧: ٤٩١، ٤٩٣.

(٣) من الرجز، وقبله:

هل تعرف الدار على تبراكا

وهو بلا نسبة في: الكتاب ١: ٢٧، والتحصيل ٦٥، والخصائص ١: ٨٩، والإنصاف ٢: ٦٨٠، والعقد ٤: ١٨٥، وشافية ابن الحاجب ٢: ٣٤٧، وابن يعيش ٣: ٩٧، والخزانة ٢: ٥، ٥: ٢٦٤.

(٤) البيت من الطويل، للعجير السلولي، أو المخلب الهلالي، في: الخزانة ١: ١٥٠، ٥: ٢٥٧، ٢٦٠، ٢٦٥، ٩: ٤٧٣. وبلا نسبة في: الخصائص ١: ٦٩، والإنصاف ٢: ٥١٢، وابن يعيش ١: ٦٨.

(٥) ١٢: سورة يوسف ٣١.

(٦) ضبط الشارح لفظة: (أهل) بالفتحة، والضمة، فالنصب على زيادة (ما)، والرفع على موصوليتها. والتقدير: ولو ترى الذين هم أهل مكة.

(٧) اللسان (رأى) ١٤: ٢٩٤.

(٨) زيادة يقتضيها السياق.

(٩) هو: أبو الحسن بن كيسان. الإنصاف (مسألة ٩٨) ٢: ٦٩٥.