باب النسب
  وربما قالوا في ثقيف: ثقفيّ، وفي قريش: قرشيّ. والوجه: قريشيّ وثقيفيّ، على ما ذكر(١) إلى قوله: تقول في: علباء: علبائيّ، ألحقوه بسرداح. فقالوا: الألف في مقابلة الحاء من: سرداح. ثم هناك لا تحذف الياء، ولا تقلب واوا. هاهنا، وجب أن يكون كذلك.
  ومنهم من يقول: إنّ همزته كهمزة: صحراء فقالوا: علباويّ. وقد قالوا في: قرّاء: قرّاويّ.
  والأصل: قرائيّ(٢).
  فإن كان في الكلمة تاء التأنيث، حذفتها لياء النسب لأن علامة التأنيث لا تكون حشوا.
  تقول في طلحة: طلحيّ. فإن نسبته إلى جماعة، أوقعت ياء النسبة على الواحد منها تقول في رجال: رجليّ. ولا تقول: رجاليّ، لمعنيين: أحدهما، وهو أنه بإدخال ياء النسب تجعل الاسم الذي لا يوصف به بعد إلحاق الياء به مما يوصف به. ولو قلت: ثوب رجاليّ، لما صح، وذلك لأن المفرد، لا يوصف بالجمع، بل المفرد يوصف بالمفرد، والجمع يوصف بالجمع(٣).
  (١٦٢ / ب).
  الثاني: وهو أن المقصود من قوله: ثوب رجاليّ، إنما هو بيان الجنس والجنس قد حصل بالواحد، فلا حاجة إلى الجمع. مع أن الواحد أخف من الجمع وهو الأصل وقد، قالوا في الفرائض: فرائضيّ وذلك شاذ فإن سميت بالجمع واحدا أقررته في النسب على لفظة. تقول في المدائن: مدائنيّ وفي أنمار: أنماريّ لزوال المعنيين اللذين ذكرناهما.
  (قال أبو الفتح): وقد شذت ألفاظ من النسب لا يقاس عليها. قالوا: في (الحيرة): حاريّ، وفي (طيّيء): طائيّ، وفي زبينة: زبانيّ، وفي أمس: إمسيّ، بكسر الألف(٤). وفي الحرم: حرميّ(٥)، وفي بني الحبلى، حي من الأنصار: حبليّ(٦)، وفي بني عبيدة: عبديّ وفي جذيمة(٧): جذميّ، والقياس: جذيميّ أو جذميّ، وحرميّ وحبلويّ وفي طيّيء: طيّئيّ.
  واعلم أن الاسمين إذا جعلا اسما واحدا، فإنه يجوز أن تضيف إلى الأخص، والأغلب منهما فتقول في عبد شمس: شمسيّ. وقالوا: عبشميّ، لأن (شمسا) أخص من (عبد) وكذلك في عبد
(١) أي: على ما ذكر ابن جني. ينظر: اللمع في العربية ٣٢٣.
(٢) النسبة لما آخره همزة قبلها ألف إن كانت الهمزة للتأنيث قلبت واوا نحو: صحراء: صحراوي وإن كانت أصلية ثبتت على الأكثر، نحو: قراء: قرائي وإن كانت منقلبة عن أصل نحو: كساء ورداء أو ملحقة بحرف أصلي نحو: علباء فالوجهان: كسائي وعلبائي وكساوي، وعلباوي. ينظر: شافية ابن الحاجب ٢: ٥٤، ٥٥.
(٣) ذكر النحويون أن النعت يتبع منعوته في عشرة وهي: الرفع، والنصب، والجر والتعريف والتذكير، والإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث. ينظر: الجمل ١: ١٩٦.
(٤) عند الشارح وابن برهان. وأما العلوي فضم أوله. ينظر: شرح اللمع - لابن برهان ٦٣١، واللمع في العربية ٣٢٩، هامش (٣)، وشرح اللمع - للعلوي ٢٥٣.
(٥) بكسر الحاء وإسكان الراء. ينظر: شرح اللمع - لابن برهان ٦٣١، وشرح الثمانيني أ: ٢١٠.
(٦) ليفرقوا بينه وبين (الحبلي) لعظم بطنه. ينظر: اللمع في العربية ٣٢٩، هامش (٥).
(٧) جذيمة على وزن (فعيلة) وليس مصغرا. ينظر: الكتاب ٣: ٣٣٦.