باب إعراب الاسم الواحد
  زيد(١)، بحذف التنوين، قياسا على المرفوع، والمجرور. [قال الشاعر]:
  ٢١ - إلى المرء، قيس أطيل السّرى ... وآخذ من كلّ حيّ عصم(٢)
  ولم يقل: عصما، حملا على المرفوع، والمجرور. والزيات(٣) وعلي(٤) يقفان على المرفوع بالروم(٥)، [١٢ / أ] والإشمام(٦)، حرصا على البيان. وقد حكى ذلك سيبويه عن العرب(٧).
  ويرومان أيضا المجرور في موضع الجر. وحكى سيبويه(٨) أيضا في الوقف على المرفوع، والمجرور، ونقل حركة الحرف الموقوف عليه، إلى الحرف الذي قبله، كقولك في الوقف على بكر، في الرفع: هذا بكر. [قال الشاعر]:
  ٢٢ - أنا ابن مأويّة إذ جدّ النقر(٩)
  وفي الجر: مررت ببكر، ونقر. وحكى أيضا، في الرفع والجر، تشديد الحرف الموقوف عليه، تقول: هذا فرجّ، وجعفرّ، وهو يجعلّ، ومررت بجعفرّ(١٠). وجاء ذلك عن ابن كثير(١١)، في قوله
(١) الكتاب ٤: ١٦٧ هامش (٢) وفيه: (وزعم أبو الحسن أن ناسا يقولون: رأيت زيد، فلا يثبتون الفا، ويجرونه مجرى المرفوع، والمجرور).
(٢) البيت من المتقارب، للأعشى، في: ديوانه ٣٧، والخصائص ٢: ٩٧، وابن يعيش ٩: ٧٠، والخزانة ٣: ٤٤٣، ٤: ٤٤٥.
وبلا نسبة في شرح شافية ابن الحاجب ٢: ٢٧٢.
ومحل الشاهد في البيت، قوله: (عصم) وقف عليه بالإسكان، وهو منصوب منون، وهذه لغة ربيعة.
(٣) أي: حمزة بن حبيب الكوفي.
(٤) هو: أبو الحسن، علي بن حمزة الكسائي، النحوي المشهور (ت ١٨٩ هـ). انتهت إليه رئاسة الإقراء بالكوفة بعد حمزة الزيات. أخذ القراءة عن: حمزة، وابن أبي ليلى، وعيسى الهمداني، وأخذ القراءة عنه: حفص بن عمر الدوري، وابن ذكوان، وعيسى بن سليمان، وأبو عبيد القاسم بن سلام، والفراء، وأخذ اللغة عن الخليل. ينظر: غاية النهاية ١: ٥٣٥ - ٥٤٠.
(٥) الروم: هو أن تأتي بالحركة الخفيفة بحيث لا يشعر به الأصم حرصا على بيان الحركة التي تحرك بها آخر الكلمة في الوصل أو هو: إخفاء الصوت بالحركة. ينظر: التعريفات ٢١، وشرح الجاربردي على الشافية ١٠٨، وشرح المكودي على الألفية ٢١٩.
(٦) الإشمام: هو عبارة عن ضم الشفتين بعد تسكين الحرف الأخير، وتدع بينهما بعض الانفراج، ليخرج منه النفس فيراهما المخاطب مضمومتين، فيعلم أنك أردت بضمهما الحركة. ينظر: ابن عقيل ٢: ٥١٢، وابن يعيش ٩: ٦٧.
(٧) الكتاب ٤: ١٦٨، ١٦٩.
(٨) الكتاب ٤: ١٧٣.
(٩) من الرجز، وقبله:
وجاءت الخيل أثابي زمر
وهو لبعض السعديين، في: الكتاب ٤: ١٧٣، ولعبيد بن ماوية الطائي، في: اللسان (نقر) ٥: ٢١٣، والتاج (نقر) ١٤: ٢٧٨.
وبلا نسبة في: الإنصاف ٢: ٧٣٢.
النقر: صوت باللسان يسكن به الفرس عند اشتداد حركته، واحتمائه. الأثابي: الجماعات.
(١٠) الكتاب ٤: ١٦٩.
(١١) هو عبد الله بن كثير بن المطلب الداري (ت ١٢٠ هـ). كان إمام الناس في القراءة بمكة المكرمة. أخذ =